ما تقوله المجبرة قدح في التوحيد:
  الله، ø {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١] أفليس قولكم هذا يوجب ان مثله شئ، سبحان، الله العظيم! ..
  ما أقبح هذا من قول، واضل قائله عن التوحيد، وأميله عن الطريق، فالله المستعان.
  ***
ما تقوله المجبرة قدح في التوحيد:
  فكذلك يلزم من قال بالعدل؛ ثم زعم أن الله سلط إبليس على خلقه، فقد رجع عن الحق وانتقض قوله.
  وللقرآن العظيم معانى جهلها اكثر الناس وغلطوا في تأويلها، مثل قولهم أن في الجن أنبياء منهم مرسلين إليهم.
  واحتجوا بقوله، ø {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ}[الأنعام: ١٣٠] فذهبوا إلى ان الرسل من الفريقين جميعاً.
  ***
الرسل لا تكون إلا من الإنس:
  وقد قال في ذلك أهل العلم والتأويل، ليست إلامن الإنس خاصة، وشاهد ذلك أن آخر الرسل محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ~، وهو خاتم النبيين من الله، ø، قد أعلمنا أنه رسول إلى الجن، حيث قال: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ٢٩ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ٣٠ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ٣١}[الأحقاف].
  فهذا يدل على إقرارهم بنبوة موسى ومحمد، صلى الله عليهما، وأنهما لهم نبيان،