ما الفرق بين القدرتين في زعمكم!
  جاء في الأخبار أن موسى وفتاه، @، إنما كان خبرهما ان شيطاناً من شياطين بني آدم، اراد قتلهام، وأغرى الظالمين، فلزمهما خوفه ان ينسيا حوتهما.
  فهذا الذي جاء به الأخبار، وليس لإبليس - ولا كرامة - قدرة يقوى بها على أن يوسوس في الصدر، وينسى الأمور، لأن هذه القدرة لا يقدر عليها إلا اللطيف الخبير والدليل على ذلك قوله {وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ١٦}[ق] فقد نسب الله، ø، الوسوسة إلى النفوس، في هذا الموضع، فلم جعلتم كل ذلك إلى إبليس دون ما ذكر الله، ø، الا قلتم: إن بعض ذلك من النفس وبعضه من إبليس! ..
  وليس باعجب من ترككم لشياطين بني آدم أن تضيفوا إليهم من افعالهم شعرة واحدة! ..
  فإذا كان الله، ø، أقرب إلى عبده من حبل الوريد، واخبرنا بذلك، دلالة منه لنا على وحدانيته وعظيم قدرته وعلو شانه، ولطائفه التي لا يقدر عليها أحد غيره ثم جعلتم لإبليس الذليل الضعيف من القرب إلى العباد مثل قرب رب العالمين!
  ***
ما الفرق بين القدرتين في زعمكم!
  وإبليس - على قولكم - أقرب في الوسوسة إلى قلوبنا من حبل الوريد والله، ø، أقرب إلى قلوبنا من حبل الوريد، فما الفرق بين القدرتين، وما الفصل بين المنزلتين، وما فضل الواحد القادر على العبد الضعيف الكافر؟! ... بقوم جعلوا لإبليس هذه المنزلة وناظروا عليها، ولا سيما من ادعى أنه موحد غير ملحد وكان اعتقاده - زعم - الذي يدين بهأنه