منهج الإمام أحمد في الإنصاف كمنهج الإمام على، كرم الله وجهه:
صفحة 353
- الجزء 1
  فقال لهم، ~: إنما قلت هذا من طريق الإنصاف. وقد قال الله ø، لنبيه الله؛ {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٤٩}[القصص].
  وقد علم، ~، أنهم لا يأتون بكتاب أهدى من كتابه أبداً، وإنما هذا لحد الإنصاف.
  فافهم ما شرحنا لك؛ من الاحتجاج فاعمل فيه نظرك.
  واعلم أن ليس مع أحد من الخلق حجة قاطعة، يلزمنا بها إيجاب قدرة إبليس على الوسوسة في صدور الخليقة، ولا يقع على كيفية ذلك ولا على تحديده وتوصيفه أحد أبدا.
  إلا الدعوى التي لا تقوم ولا تقع عليها الأوهام، بل تشهد عليهم بالإلحاد في صفة الله، ø، فلا يبعد الله الا من ظلم، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}[الشعراء].
  ***