مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة مولانا الإمام # إلى الكافة يدعوهم إلى جهاد الباطنية وهي رسالة عظيمة

صفحة 121 - الجزء 1

  ونحن على هذا صابرون، ولنصر الله منتظرون، ولعواطفه راجون، نكرر الدعاء ونبعث الرسائل، ونرادف الوسائل، ونطلب الحضور ممن صلح للقتال، وقوي على منازلة الأبطال، ومن عجز عن النزال، أعان بالأموال، فنحن حجة الله عليكم، ووديعته لديكم.

  فيا أهل العدة والعدد، والقوة والمدد، قد قرعت أسماعكم رسائلنا، ووقرت قلوبكم دعوتنا، وعلمتم انتصابنا لجهاد هذه الطائفة الغوية، الضالة الباطنية، وظننا فيكم الخير والرغوب إلى طاعة علام الغيوب، كما أمركم تعالى بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء: ٥٩] فأرسلنا ثقاتنا من أهل العلم والصلاح إلى دياركم ونزلوا بأقطاركم، فحققنا عليكم بذلك المسافة فيما أوجبه الله على الكافة من إجابة الواعية، وحضور الجهاد لدينا على تباعد الناحية، لقول جدنا ونبينا ÷ «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم» فأمرناكم بقطع هذه الطائفة الباطنية في جميع البلاد، وأن تضعوا عليهم الآصاد فأجبتم بالإسعاد ووضعتم المياثيق الشداد، فنهض منهم طائفة يسيرة، وثلة حقيرة، لا يخاف منهم سطوة، ولا يرجى لهم نخوة، فلم يلقهم منكم صائح، ولا فاجأهم برق لائح، ولا وفيتم بالعهود، ولا رعيتم المياثيق والعقود.

  فنحن نسألكم الوفاء، ونحتج عليكم بشريعة المصطفى.

  فمن وافى فالله سبحانه يفي له بما وعد المحسنين، ويلحقه بعباده المؤمنين، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه والله تعالى يقول في محكم كتابه: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}⁣[الإسراء: ٣٤]، وكيف تنقضونه وقد جعلتم الله عليكم كفيلا، فإن راجعتم دينكم ويقينكم ونظرتم إلى ما أعطيتم من العهود، وأكدتم من العقود، بما