رسالة مولانا الإمام # إلى الكافة يدعوهم إلى جهاد الباطنية وهي رسالة عظيمة
  أوجب عليكم من طاعة أئمة الحق من أهل بيت نبيكم الذين يحكمون بالحق وبه يعدلون وإلا رددنا الأمر إلى الله وهو بالمرصاد، وعليه التوكل والاعتضاد، وعذابه شديد، ومقامعه حديد، فيشاء لكم الوفاء بالبيعة، والتمسك بالشريعة، ونسألكم المياثيق والعقود، وتأكيد العهود، التي تقلدت بها أعناقكم، وتطوقت بها رقابكم، لا نعذر إلا من عذره الله في كتابه الكريم بقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٩١}[التوبة: ٩١] وأما من تمكن من الجهاد بالنفس والمال فهو غير معذور في جميع الأحوال، ولا مشكور عند الملك المتعال، وسنجاثيه الخصومة في المقام المبرور، يوم تبعث القبور، ويحصل ما في الصدور، فالبدار البدار، إلى رضا الملك الجبار، والروحة الروحة إلى جناتٍ تجري من تحتها الأنهار، والمسارعة المسارعة إلى حظكم في نعيم الآخرة وعقبى الدار، فمن اعترض أو توانى أو اعتذر ولم يعذره الله فلا بارك الله في مثواه، ولا رحم مأواه، ولا جعله في حلٍ في دينه ودنياه، والله سبحانه يمحق رزقه ويشوه خلقه، ويصليه عذاب النار، وبئس القرار، ومن أجاب الواعية، وتاب إلى الرتبة السامية، فالله تعالى يحسن عاقبته، ويصلح دنياه وآخرته، ويبارك له في الحال والمال، ويصلح له جميع الأحوال، ويسكنه بحبوحة دار السلام، ويحسن له الختام، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٨}[يوسف: ١٠٨] {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ٣١ وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٣٢}[الأحقاف] وحسبنا الله عليه التوكل وبه الاعتصام، وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، والسلام على من أناب، واتبع السنة والكتاب، انتهت الرسالة.