مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة الإمام # في التحذير عن حسين الهادي

صفحة 125 - الجزء 1

  

  وبه نستعين، الحمد لله الذي جعل شريعته الغراء واضحة البرهان، راسخة الأساس والبنيان، على مقتضى ما فطر الله به العقول، منزهة عن التمويهات والخرافات التي لا تروج إلا عند كل أحمق جهول، والصلاة والسلام على من أيده الله بالمعجز الباهر، والقرآن القاهر، على كل أفاك أثيم، الموصوف في التنزيل بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}⁣[القلم] وأمره بالتواضع لجليل هيبته وعظيم سلطانه، بقوله: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ٥٠}⁣[الأنعام] وعلى آله الذين لم يزالوا على الحق ظاهرين، الذين صدق عليهم قول جدهم الأمين «لا تزال طائفة من أمتي تقاتل عن هذا الدين».

  وبعد ... فهذه الرسالة إلى كل من وقف عليها من المكلفين، والكافة من المسلمين، إبلاغاً للحجة، وتبياناً لواضح المحجة {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}⁣[الأنفال: ٤٢]، إعلاماً أن دعوتنا الميمونة لما طار ذكرها في الأقطار، وعمت البقاع والنواحي والأمصار، وتطوقت بها رقاب مَن في البسيطة من البوادي والقرار، كما جاء به أمر ربنا وصدع به جدنا المختار، صلى الله وسلم عليه وآله خيار الخيار، حتى نجم ناجم الدعوة المضلة ظهرت من جهة رجل يزعم أنه منا أهل البيت، فأغوى بها الهمج الرعاع وتلقاها أهل الجهل والأطماع، وأشاعها من أشاع، وأذاعها من أذاع، بالتمويهات الباطلة، والأقاويل التي هي عن حلية الصدق عاطلة، وما كان من حقه تشريد جماعة المسلمين، وتفريق كلمة أهل الدين، ومخالفة جماعة أهل البيت المطهرين، وإجابة دعوتنا لازمة، والحجة لنا عليه قائمة، وطريقة آل محمد عند