رسالة الإمام # في التحذير عن حسين الهادي
  أهل العلم شاهرة ظاهرة، فمن تخلق بغير خلائقهم فقد تنكب عن الحق المبين، ومشى في غير سبيل المؤمنين، وجانب سيرة سيد المرسلين، وليس من طرائقهم هذه التمويهات بمعرفة كنوز الأرض، والمخاريق التي ملأت طولها والعرض، وإيهام علم المغيبات التي تفرد الله سبحانه بعلمها {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}[النمل: ٦٥]، وإظهار مصاحبة الجآن، والتكلم بما يكون وكان، {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}[النمل: ٦٥] كيف ومقام الخلافة النبوية، والإمامة العلية، قليلة الراقي، صعبة المراقي، لا ينالها إلا من اتصف بالصفات العلوية، وأحرز العلوم الدينية، والمعارف العقلية والنقلية، وتخلق بالأخلاق النبوية المصطفوية، فكيف بمن نازعه في هذا المنصب الرفيع، والشأو المنيع، بعد سبق دعوته، ولزوم بيعته، وقدم المعارض كسير، وباعه قصير، وقد شق العصا، وبان عن الطاعة وعصى، فليتق الله كل من وقف على هذه السطور(١) وإن كان جاهلاً فليسأل أهل الذكر العلماء الصدور، فإن شفاء العي السؤال، والرجوع إلى طريقة الآل {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٨}[يوسف] وحسبي الله وكفى ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
  انتهت الرسالة المباركة، وهي مع وجازتها كافية بالمراد، وافية بالمقصود لمن سلك محجة الإنصاف، وأراد الحق وطريقة الأسلاف.
(١) في الأصل: الصدور، ولعل الصواب ما أثبتناه.