[معنى السحر وحكمه]
  وقوله: وليس ينفع مقدور من القدر إشارة إلى أن السحر من مقدورات الناس وليس ينفع من قدر الله فالله أكبر من أن يقع في ملكه مالا يريده إلا على طريق الابتلاء، فهو النافع الضار، والواحد القهار، فهذا الرجل الذي صار الكذب والزور دينه، وذوي الكفر والبدعة معتمده، كيف يعتزى إليه، أو يعول في شيء من أمور الدين والدنيا عليه.
  [تحريم الكذب]
  وقد ذم الله الكذب وأهله في قوله تعالى: {فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ٤٤}[الأعراف] وفي آية اللعان {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ٧}[النور] وفي الحديث «إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً» الحديث أخرجه الشيخان من حديث ابن مسعود.
  وأخرج مسلم والنسائي عن أبي هريرة عن النبي ÷ قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل(١) مستكبر» وأخرج أحمد ومسلم عن جابر بن سمرة عن النبي ÷ قال: «إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم» وأخرج أحمد والطبراني في الكبير والضياء عن حذيفة بن اليمان عن النبي ÷ قال: «في أمتي كذابون دجالون سبعة وعشرون منهم أربعة نسوة وإني خاتم النبيين لانبي بعدي» وروي «أن بين يدي الساعة ثلاثين دجالاً آخرهم المسيح».
(١) العائل: الفقير، قال الله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً} أي فقر ومجاعة.