وأخرج ابن ماجة والبيهقي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ÷ «سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن مواقيتها ويحدثون البدع» قال ابن مسعود كيف أصنع؟ قال: «تسألني يا ابن أم عبد كيف تصنع!؟ لا طاعة لمن عصى الله» وما أصدق الحديث الذي أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده وابن ماجة في سننه والحاكم لعله في المستدرك من حديث أبي هريرة في هذا الرجل وفي زماننا الذي نحن فيه ولفظه «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة. قيل: يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» قال في النهاية: الرويبضة تصغير الرابض وهو الرجل التافه كما فسره الحديث يعني العاجز الحقير.

  ثم أشار إلى شيء من دعاويه الكاذبة، وقوله:

  وكم أتى بأباطيل يروجها ... فيدعي الكيِمِيا في الشعر والعِذَر

  وتارة يدعي كشف الكنوز له ... ليستحق به الإقدام بالغزر⁣^(⁣١)

  والجنّ كم يدعي إيثار طاعتهم ... له وما ثمة من جنّ لمدكر

  أين الكنوز؟ وأين الكيمياء؟ ولم ... نرى لها منذ دعواهن من أثر

(١) كذا في الأصل، والصواب: (ليستخف به الأفدام) كما سيمر بك في شرح الأبيات.