مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة در النادي في الكشف عن خبث حسين الهادي

صفحة 167 - الجزء 1

  بحجة كما قال أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه في الجنة فقال: أيها الملك إنك سألت أفتأذن لي في الجواب؟ قال: نعم قل، قال: أرأيت ما أنت فيه شيء لم تزل فيه، أم شيء صار إليك ميراثاً من غيرك وهو زائل عنك وصائر إلى غيرك كما صار إليك من الغير، قال: كذلك هو، قال: فإنما عجبت بشيء يسير تكون فيه قليلاً ثم تتركه أبداً وتكون غداً مرتهناً بعملك، فقال له الملك: أيها الشيخ فأين المهرب وأين المطلب؟ فقال: أما أن تقيم في ملكك وتعمل فيه على ما أساءك وأسرك، ومضّك وأقرّك، وإما أن تضع تاجك عن رأسك، وتلبس أطمارك، وتعبد ربك، في هذا الجبل، حتى يأتيك الأجل، قال الملك: فإذا كان السحر فاقرع عليَّ بابي فإني مختار أحد الأمرين فإن أخترت البقاء في الملك كنت أنت وزيري لا أعصيك في أمر فيه خير، وإن اخترت الترهب كنت رفيقاً لا تخالف، فلما كان السحر قرع عليه فإذا هو قد وضع تاجه ولبس أطمار سياحته، فخرج إليه وذهبا ولزما العبادة حتى وافاهما الأجل، وإلى قصته أشار عدي بن زيد وقوله شعراً: [من الخفيف]

  أيّها الشامتُ المعير بالدهرِ ... أأنت المبرأ الموفورُ

  أم لديك العهد الوثيق من الأ ... يامِ أم أنت جاهل مغرور

  من رأيت المنايا خلدن أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير

  أين كسرى، كسرى الملوك أبو سا ... سان أم أين قبله سابور

  وبنو الأصفرِ الكرامِ ملوك الرومِ ... لم يبق منهم مذكورُ

  وأخو الخضرِ إذ بناهُ وإذ دجلة ... تجبى إليه والخابورُ