مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة در النادي في الكشف عن خبث حسين الهادي

صفحة 166 - الجزء 1

  فكم ملك قد رُكِّم الترب فوقه ... وعهدي به الآمر فوق المنابر

  إذا كنت في الدنيا بصيراً فإنما ... بلاغك منها مثل زاد المسافر

  إذا أبقت الدنيا على المرء دينه ... فما فاته منها فليس بضائر

  فقال له الملك: صدقت، ونزل عن ظهر فرسه وفارق أصحابه ورقى الجبل فكان آخر العهد به، فبقت اليمن شاغرة أياماً حتى عقد الملك لمن اختاروه له.

  قصة ملك آخر من الكتاب المذكور وبالإسناد إلى عبد الواحد بن زيد قال: كان في بني إسرائيل عابد لم يكن له إلا جبّة صوف، وقربة يستسقي بها لنفسه فلما حضرته الوفاة أوصى أن يكفن في جبته، وأن يسلموا قربته للملك فقيل له في ذلك فقال: إني أكره أن أحمل في القيامة شيئاً فأعطوها الملك ليحملها مع ما يحمل من أموال الناس، فلما مات كفن في جبته ورفعوا إلى الملك خبر الوصية فقال الملك: هذا العابد عجز عن حمل القربة وأنا حملت من الدنيا ما حملت، فأخذ عليه طميرين وأخذ القربة وترك الملك وساح وترهب حتى مات.

  قصة ملك الخورنق: وهو أنه نظر من أعلا قصره فرأى ما يعجب الناظرون به من خيل وخول وأموال ورياض وغياض، فقال لجلسائه: هل ترون أحداً أعطي ما أعطيت؟ وكان فيهم رجل من حملة حجة الله على العباد إذ لا يخلو الزمان من قائم لله