مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة الإمام # في وجوب تسليم الزكاة إليه حيث تنفذ أوامره وحيث لم تنفذ

صفحة 345 - الجزء 1

  

  اللهم وفقنا وإخواننا وأشياعنا لما يرضيك، وزحزحنا عن سلوك جادة ما يسخطك، وامتطاء كاهل معاصيك، اللهم إنا نعوذ بك من هفوات المزالق والمداحض، ونسألك اللطف يا ذا الجلال حتى يكون لنفثات الهفوات وكثيف أدرانها راحض⁣(⁣١).

  والصلاة والسلام على من بعث بأكمل الأديان، وأوضح التبيان، وعلى آله الكرام الكاشفين لكل معضل قرناء القرآن.

  وبعد ... فقد سألت أيها الأخ أرشدك الله ورفع قدرك عن مسألة جليلة القدر، عظيمة الخطر، أجلّ حق من حقوق الإمام المفترضة على الأنام، وهي تسليم الزكوات إليه، وصيرورة قليلها وكثيرها وظاهرها وباطنها⁣(⁣٢) بيديه، ورمت حاصلاً نافعاً جامعاً للأقوال والأدلة، دافعاً للتضعيف منها، نافياً لكل شبهة وتعلّة ينتفع به السائل، ويقر به الناظر، ويطيب الخاطر، ويحسم بحسامه مادة المعنى، ويقطع به لجاج المناظر.

  فنقول: اتفقت الأئمة الأعلام، والفحول من علماء الإسلام، أن ولاية الزكاة إلى الإمام، والحجة على ذلك، والدليل على ما هنالك، قول الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}⁣[التوبة: ١٠٣] الآية.

  وقوله ÷: «أمرت أن آخذها من أغنيائكم وأردها في فقرائكم»⁣(⁣٣) والإمام قائم مقامه ÷ في الأحكام وحفظ بيضة الإسلام.


(١) قال في حاشية على نسخة أخرى ما لفظه: كذا في الأصل والظاهر يقتضي نصب راحض خبراً ليكون لأن اسمها ضمير يعود إلى اللطف ولكن يفوت توافق السجع فإما أن يقال هو على لغة ربيعة في الوقف على المنصوب بالسكون أو أن تكون تامة وراحض اسمها أي حتى يوجد راحض لنفثات ... الخ. أو يكون اسمها ضمير شأن والجملة خبره. من سماحة مولانا الحجة مجد الدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى.

(٢) الزكاة الظاهرة كالأنعام وأموال التجارة والباطنة كالذهب والفضة ونحوها.

(٣) رواه من الشفاء في باب الزكاة.