جواب الإمام # على حاكم وادعة
  
  أولاً(١) ما رعفت به معاطس المحابر، وفتحت به أمهات الدفاتر حمد من أينع أثمار النعم، في دروح الفضل والكرم، واقتطاف فواكه الصلاة والتسليم على هذا النور المستطيل، والنعمة الكبرى والفضل الجزيل، المؤيد بالتنزيل، المخدوم بأمين الوحي جبريل، وآله أهل كل فضلٍ جميل.
  وأنها وردت المذاكرة المفيدة، والنصائح السديدة، من تلقاء الأخ العلامة البقية من الآل والعلامة، غرة أهل المعارف، وتليد العلوم والطارف، وروض الفوائد الوارف، جمال الإسلام وبدره المشرق التام، علي بن عباس بن الإمام(٢) لا برح في ظل العافية والإنعام، متحفاً بشريف السلام الذي يفوق المسك في الختام، ويضاحك الزهر في الأكمام، وتلك اللؤلؤة التي سطعت أنوار بلاغتها، وصلت فوصلت ملابس السرور، وأفرغت أسحار الحبور، ونطقت أن في الزوايا خبايا، والمكرمات عطايا، من غير جهل منا بمقامكم الرفيع، وجنابكم المنيع، في سابق الزمان، وأنكم من جلُّة الأعيان، ولكنها جددت ذكرى حبيب ونفحة بالطيب، ولمّحتم إلى عذركم عن المواصلة وترك المراسلة وهو مقبول عند أهل السماح، محمول على أعناق الرياح، خافق بأعلا جناح.
  فأما إمامة من لمحتم فقد هديتم إلى الصواب، وعملتم بقواطع السنة والكتاب، ومثلكم لا يقرع له بالعصا، ولا يقعقع خلفه بالشنآن، ولا يرمى وراه بالحصى، فإن
(١) كذا في الأصل، ولعلها: أولى.
(٢) علي بن العباس من ذرية الإمام المؤيد بن الإمام القاسم بن محمد، كان عالماً، عارفاً، حاكماً للإمام في وادعة من بلاد الظاهر، وتوفي بها سنة ١٢٨٨ هـ ودفن بالقاسم من وادعة.