مذاكرة القاضي العلامة أحمد بن عبد الرحمن المجاهد
  
  الحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وسلم، إلى مقام المجد الأصيل، والفخر الأثيل، معدن العلم والعمل والفضائل، ومرد مشكلات المسائل، ومنبع التصانيف والرسائل، حجة الله والخليفة في الأرض، شرقها وغربها وطولها والعرض، مولانا وإمامنا الأواه، المتوكل على الله أيده الله بالمدد، وكثّره بالعدد، وأوسع بسببه لأوليائه، وأطال سيفه لأعدائه، وأهدي إليه أزكى التحيات، ونوامي البركات الغاديات والرايحات آمين.
  هذه الحقيرة من الحقير لأداء المعاهدة وأداء السلام، وتقبيل محل الإستلام، ثم لوجوب العمل بما عندكم، فإنه لما أقيمت الحجة عليَّ من العلماء والأعيان، وسيف الإسلام أبقاه الله على التصدر في الشريعة وافتقاد الأحكام، وكان الرأي المفوض من مقامكم ورأوا أن ذلك من فروض العين، ولم يبق لقبول العذر مجال، فاحتجت إلى تعريفكم بذلك، وإن كان قد فعل سيف الإسلام، فليس الخبر كالعيان، لأنها عهدتكم، قمت بها عنكم، ثم لمذاكرتكم في أمور، ليكون العمل بما عندكم فيها.
  منها: أن الأحكام قد تناقضت إلى غاية، وتكاثرت الأُجُر عليها حتى ظن الجهول أنها ما كانت إلا لذلك لإظهار الحق فهل تقع المناقشة في ذلك، أو نترك ما هنالك، ونستأنف العمل من الآن.
  ومنها: أنه هل ينقض ما خالف المذهب الشريف، أو يبقى لأن من المذهب أنه لا ينقض الحكم إلاَّ بقطعي.