المقدمة
المقدمة
  
  الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله أولي النهى.
  إن أهم ما يجب على الإنسان هو البحث عن تأريخ الصالحين وسيرهم وقصصهم، لتتجسد في عينيه شخصياتهم، ولينقل سيرهم في سيرته، وأفعالهم في أفعاله، إلى أبنائه وأحفاده ومجتمعه. فإذا أردت أن تعرف إماماً معرفة كاملة من شتى الجوانب فعليك بكتبه ومؤلفاته، وأخص بالذكر (مجموع كتبه ورسائله). وعند أن تتأمل فيها ستظهر لك شخصية ذلك الإمام بين عينيك، وسيسيطر على المساحة الأكبر من قلبك، وذلك لأن كتبه ورسائله تعالج وتناقش قضايا شتى، اجتماعية - اقتصادية - دينية - سياسية، فعندما تجد هذا كله وتُمعن نظرك فيه ستصبح وكأنك تعيش في عصر ذلك الإمام، وكذلك إذا قرأت أي مؤلَّف لإمام ما، سواءً في الاصول أو الفروع أو اللغة أو غير ذلك، فإنك ستعرف عظمته ومكانته العلمية. لكن الكتاب يكون محصوراً في ذلك الفن، أما مجموع كتبه ورسائله فإن فيه شتى الفنون، إما رسائل ردٍ على معارضيه الذين يناوؤون الدعاة، أو فتاوي علمية وهي تكون شاملة للفقه والمواريث واللغة والتأريخ وغير ذلك، أو رسائل الدعوة أو وصايا أو غير ذلك.