المقدمة
  ولك أن تنظر في مجاميع كتب ورسائل الأئمة $ كمجموع الإمام القاسم الرسي #، ومجموع كتب الإمام زيد #، ومجموع كتب الإمام الهادي، ومجموع كتب المنصور بالله، وغيرهم من الأئمة، فإنها تحفظ الفكر وتهذب النفوس وتحيي القلوب، ومن تلك المجاميع المفيدة (مجموع كتب ورسائل الإمام المحسن #) الذي بين يديك الكريمتين، وهذا الكتاب العظيم الذي ألحق الزمن الأخير بزمن الأئمة الأوائل، وخصوصاً تلك العقود الأخيرة من القرن الثالث عشر الهجري، فإنها مرت بتحولات غامضة، وظروف قاسية. ولذا نرى كثيراً من الباحثين والمؤرخين يسأل ويبحث عن أحداث ذلك الزمن، فقد أوضحت سيرة الإمام # ومجموع كتبه ورسائله كثيراً من ذلك الغموض.
  فيا أيها الطالب لنجاة نفسه، أمامك أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، وهذا تراثهم العلمي بين يديك، فخذ علومهم، واسلك سبيلهم، وارتشف من معينهم، فإنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه، وتمسك - إن أردت الفوز - بعروتهم الوثقى، فهم النمرقة الوسطى، وسفينة النجا، فإذا هاجت أمواج الفتن فشقها (بسفن النجاة).
  فبين يديك كتابٌ بين دفتيه صفحات تحمل في سطورها شخصية إمام عظيم، وبدرٍ سطع في سماء الهدى. وقد حاولت أن أجمع فيه كل ما وجدته من كتبه #، وأنظاره وأجوبته، ورسائله، وأثبت فيه أيضاً كل ما ثبت في السيرة بأمر الإمام #، أو أجاب أحد من العلماء بأمره أو نائباً عنه، فلأنه قائم مقامه في الجواب أو الفتيا أثبته لأجل