رسالة العلامة يحيى بن أحمد القطفا جوابا على سؤال الباطني
  وقد علمها حال عدمها بعلمه، وأوجدها عند أن أراد إيجادها بقدرته فلا تسلسل.
  وقوله: لم تكن هي حتى تكون(١) هي هي.
  المعلومة المعدومة صارت موجودة بقدرة منشئها.
  وقوله: ولو كانت هي فقد تعلق بها الحدوث وبطل.
  قلنا: لم يبطل وقد أجبنا عليه أولاً ولعل السائل لم يمارس كتب الكلام ولا أداب البحث بل سمع قولاً فحكاه من دون نظر فيه فلذا تجد في كلامه من التهافت مالا يوصف ولولا أن القصد الإفادة لا التشنيع لأبنت ذلك.
  وقوله: وقع التسلسل أيضاً، قد تقدم بيان التسلسل وما يقع فيه إلى الإعادة لبطلان الآخر بالأول.
  وقوله: وحيث هي غيرها فلا حاجة في إثباتها لأنها غيرها وإثبات الغير ليعلم الغير لا حاجة له.
  أقول: هي هي معلومة في العدم موجودة حال الوجود ولا يصح الحكم بالتغاير هنا وحقيقة الغيرين قد تقدمت.
  وقوله: اتحاد الغير ليعلم الغير لا حاجة له.
  أقول: هل انسد عليه طرق الأدلة؟ كيف وقد خلق الله العالم ليكون دليلاً عليه تعالى!؟ {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ٢٠}[الذاريات]، وقال تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ١٧}[الغاشية].
(١) في الأصل: تكو.