رسالة العلامة يحيى بن أحمد القطفا جوابا على سؤال الباطني
  عرض وإن أردت تركيب الشباك وهيئته في الصورة المشاهدة فهي صفة اعتبارية إذ لو فرق صار العود حطباً والصورة متلاشية فالمنقوش والمنقوش عليه جسم وعرض مقدور للقديم تعالى فتحقق ما أراد بالمنقوش والمنقوش عليه ليجيب عليه.
  وقوله: غيرها، إن أراد الصورة وهي الهيئة فمن قبيل الصفات وإن أراد عرض على جسم أو جسم على جسم فلم يفهم عبارته ذلك، والله فاهم اللغات.
  وقوله: فهذه الأجسام لها ذوات غير الذوات الأولى.
  قلنا: لا نسلم التغاير بين ما علمه الله وبين ما أوجده إذا أوجد نفس ما علم والتغاير والتماثل هي من أحكام الوجود لأن حقيقة المتغايرين: كل معلومين مختلفين لا يدخل أحدهما تحت الآخر، كيف والله علم ما أوجده وثبت في علمه جسماً وعرضاً وما ينسب إليهما فلا يقال الموجود غير المعدوم لأن الموجود موجود والمعدوم معدوم فيلزم على ما فرع السائل أن الباري أوجد ما لا يعلم وهو ما أفاده قوله أو غيرها؛ لأنه إما أن يكون عالماً بالغير فقد أوجد ما علم، أو غير عالم به فقد أوجد شيئاً لم يعلمه تعالى، وهذا عين الجهل والخبط.
  وقوله: أدى إلى التسلسل نقول: التسلسل: إثبات أمور غير متناهية مترتب وجود بعضها على بعض في الوجود، وهنا لم يتأت لنا(١) هذا المعنى لأن التسلسل لا يكون إلا حيث تكون أحدهما علة الآخر لم يتصل سلسلة العلل في المعلولات فيكون كلما أشير إلى معلول فهو علة لما بعد معلول لما قبله وهلم جرا وهنا لم يكن إلا معلومات القديم
(١) لم تظهر الكلمة هنا في الأصل، وما أثبتناه تظنيناً والله أعلم.