تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (الإخلاص)

صفحة 14 - الجزء 1

تفسير سورة (الإخلاص)

  

  {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١} هو ضمير الشأن المفسر بجملة اسمية وهي قوله: الله أحد؛ لأن ضمير الشأن يفسر بجملة وهي محط الإفادة، وهي هنا أن الله موصوف بأنه أحد، ومعنى أحد أنه المختص بصفات الكمال، والعزة والجبروت جل وعلا وقوله: {اللَّهُ الصَّمَدُ ٢} أي: المصمود في الحاجات المقصود لتفريج كل المهمات، وهو المتوحد بالإلهية، ويصمد إليه المخلوقون لا يستغنون عنه في كل لحظة فهو الغني العظيم. {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣} أي لا يشبه المخلوقين في هذه الصفات لأنها من صفات الأجسام والله ليس بجسم. {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١} فلا يوصف بولد، ولا مولود جل وعلا، وتقدس ربنا عن صفات المخلوقين.

  وقوله: {اللَّهُ الصَّمَدُ ٢} وصف له بالقدم والأولية ولم يولد نفي الشبه والمجانسة وقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤} وفي ذلك قطع أنه الغني عن كل أحد ومن كل كفؤ وند، وقد شملت السورة صفات الله تعالى بأنه خالق الأشياء وفاطرها، وذلك يستلزم العلم والقدرة، ويفيد أنه سميع بصير لنفي الشركاء، وكونه مصموداً فهو الغني الذي لا يحتاج إلى أحد، بل نحتاج إليه، ولم يلد لأنه قديم ولم يولد لا يشبهه شيء ولم يشبه شيئاً ليس كمثله شيء