تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة طارق

صفحة 73 - الجزء 1

  بطن الأرض صدوع، وهو البركان والله أعلم، وجواب القسم {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ١٣ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ١٤} إنه أي القرآن أو ما أخبر به في هذه السورة من البدء والإعادة، وكشف السرائر وكل ما أخبر به في هذه السورة وغيرها لقول فصل، أي فاصل بين الحق، والباطل، كما القرآن فرقاناً، وما هو بالهزل الذي لا فائدة فيه وهو نقيض الجد، فقال: إنه جد وحق ولا هوادة فيه، قال في الكشاف: ومن حقه وقد وصفه الله بذلك، أن يكون مهيباً في الصدور، معظماً في القلوب، يترفع به قارئه وسامعه، وأن يلقي ذهنه إلى أن جبار السموات يخاطبه فيأمره وينهاه ويعيده ويتوعده، حتى إن من لم يستفزه الخوف ولم يتابع الخشية فأدني أمره، أن يكون جاداً غير هازل، فقد نَعَى الله ذلك على المشركين، في قوله تعالى: {وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ ٦٠ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ ٦١}⁣[النجم].

  {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ١٥ وَأَكِيدُ كَيْدًا ١٦}: أي: أن الكفار يعلمون المكايد في إبطال أمره، وإطفاء نور الله بكيدهم، أي يستدرجهم ومرجعهم إليه جل وعلا {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ١٧} يريد جل وعلا لا يستعجل، أمر رسوله بعدم الاستعجال، {أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ١٧} أي: قليلاً يسيراً والموعد قريب وفيه الجزاء عن كل شيء، سبحانك من عظيم ما أكثر حلمك، فاغفر لنا يا عظيم.