تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (الناس)

صفحة 10 - الجزء 1

تفسير سورة (الناس)

  

  {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ١} تفسير تقدم، وفي هذه أمر الله تعالى عباده رحمة منه وفضلاً أن يستعيذوا به من شر كل ذي شر، والرب المالك العظيم والمعين أعوذ أي: أستجير وألوذ بالرب العظيم الموصوف بأنه إله الناس، ومعنى إله هو الذي تأله إليه القلوب وهو أن يجيرنا {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ} أي: من شر الوسوسة، وقيل: إن الوسواس اسم للشيطان الرجيم، مبالغة لأن الوسواس فعله، كما يقال: رجل عدل، أي: عادل، ووصف الوسواس بأنه الذي {يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ٥} يعني: في قلوبهم من إطلاق المحل على الحال كما قيل.

  وقوله: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ٦} دليل على ان شياطين الإنس لهم دور وتأثير في ذلك قال في الكشاف: [بيان للذي يوسوس على أن الشيطان ضربان جني وإنسي، كما قيل: شياطين الإنس والجن، ويسمى الشيطان جنيا لإجتنانه عن الابصار يعني: أنه لا يرى، وسمي الخناس لأنه يخنس عن الناس، أي يغيب فلا يرى، وسمي الناس ناساً لإيناسهم؛ لأن الإنسان يأنس بمثله]، والخلاصة في هذه السورة أن المعنى: أني أستجير، وألوذ بالرب العظيم الذي خلق الناس، وقدر أمورها وأحوالها، وحفظها من شر شياطين الجن والإنس،