معنى انتساب الزيدية إلى الإمام زيد #
  الرطب، رحالها من السندس والإستبرق، قال: فبينما هم يركبون إذ يقول بعضهم لبعض: والله إنّا لنرى أقواماً ما كانوا معنا في المعركة، قال: فيسمع زيد، فيقول: والله لقد شارككم هؤلاء، فيما كنتم من الدنيا كما شارك أقوام أقواماً بعد وقعة صفين، وإنهم لإخوانكم اليوم وشركاؤكم اليوم».
  فهذه البشارات لا تكون لمن يدعي الإتباع بلا برهان، ولا لمن يحسب نفسه من أولئك وليس من فرسان ذلك الميدان، فالإمام زيد # يصف أشياعه بأوصاف، ويلقبهم بألقاب ليست لغيرهم، منها:
  قوله #: (نحن ولاة أمر الله، وخزان علم الله، وورثة وحي الله، وعترة نبي الله، وشيعتنا رعاة الشمس والقمر، والله لا تقبل التوبة إلا منهم، ولا يخص بالرحمة يوم القيامة سواهم)، ومعنى رعاة الشمس والقمر: الذين يراقبون الشمس والقمر لأوقات الصلوات والصوم.
  ثم يبين الإمام زيد # للشيعة صفة الإمام الواجب طاعته واتباعه، حتى لا يختلفوا ولا يتنازعوا فقال #: (ولا ينبغي لأحد منا أن يدعوا إلى هذا الأمر حتى تجتمع فيه هذه الخصال: حتى يعلم التنزيل والتأويل، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، وعلم الحلال والحرام، والسنة الناسخة ما كان قبلها، وما يحدث كيف يرده إلى ما قد كان لمثل ما فيه وله، وحتى يعلم السيرة في أهل البغي، والسيرة في أهل الشرك، ويكون قوياً على جهاد عدو المؤمنين، يدافع عنهم، ويبذل نفسه لهم، لا يُسلِمَهم حَذَر دائرة، ولا يخالف فيهم حكم الله تعالى، فهذه صفة من تجب طاعته من آل الرسول ÷).