أفعال بني أمية برأس الإمام زيد
  فإنا لله وإنا إليه راجعون من هذه الفعلة الشنعاء، التي تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هداً، ولعن الله هشاماً ومن أعانه على قتل زيد أو نبشه أو صلبه أو إحراقه.
أفعال بني أمية برأس الإمام زيد
  ولما قتل الإمام زيد # ونبشوه واحتزوا رأسه بعثوا برأسه أولاً إلى هشام بن عبد الملك بالشام، فأمر أن يطاف به في المساجد والمجامع والأسواق، وأن يقوم الخطباء بشتمه وسبه، وسب آبائه $، وبقي مدة بالشام.
  ثم أمر بإرساله إلى المدينة المنورة، فلما وصل الرأس الشريف ضجت المدينة بالبكاء من دور بني هاشم، كيوم الحسين #، ووقعت أحوال صعبة، ووقائع شديدة، نذكر منها ما يلي:
  منها: ما روي أن كثير عزة الشاعر المشهور - وكان كثير الميل إلى بني هاشم - لما نظر إلى رأس زيد بن علي @ بكى، وقال: نضر الله وجهك أبا الحسين، ولعن قاتليك وأخزاهم، فبلغ ذلك إبراهيم بن هشام المخزومي وكان والي المدينة، فقال له إبراهيم: بلغني عنك كذا وكذا، فقال: هو ما بلغك، فحبسه، وكتب إلى هشام فقال وهو محبوس:
  إن امرءاً كانت مساويَهُ ... حب النبي لغير ذي ذنب
  وكذا بني حسن فوالدهم ... من طاب في الأرحام والصلب
  ويرون ذنباً أن أحبكم ... بل حبكم كفارة الذنب