إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

2 - مرثاة الفضل بن عبد الرحمن بن العباس

صفحة 113 - الجزء 1

  ما حجة المستبشرين بقتله ... بالأمس أم ما عذر أهل المسجد

٢ - مرثاة الفضل بن عبد الرحمن بن العباس

  وقال الفضل بن عبد الرحمن بن العباس يرثي زيد بن علي @:

  ألا يا عين فاحتفلي وجودي ... بدمعك ليس ذا حين الجمود

  ولا حين التجلُّد فاستهلي ... وكيف بقاء دمعك بعد زيد

  أبعد ابن النبي أبي حسين ... صليب بالكناسة فوق عود

  يظل على عمودهم ويُمسي ... بنفسي أعظماً فوق العمود

  تعد الكافر الجبار فيه ... فأخرجه من القبر اللحيد

  فظلوا ينبشون أبا حسين ... خضيباً بينهم بدم جسيد

  فطال تلعبهم عتواً ... وما قدروا على الروح الصعيد

  فجاور في الجنان بني أبيه ... وأجداداً هم خير الجدود

  وكأين من أب لأبي حسين ... من الشهداء أو عم شهيد

  ومن أبناء أعمام سيلقى ... هم أولى به عند الورود

  ورود الحوض يوم يذب عنه ... فيمنعه من الطاغي الجحود

  ويصرف حزبه معه جميعاً ... ظمآءً يبعثون إلى الصديد

  دعاه معشر نكثوا أباه ... حسيناً بعد توكيد العهود

  فسار إليهم حتى أتاهم ... فما التفتوا على تلك العقود

  وغرُّوه كما غروا أباه ... وكانوا فيهما شبه اليهود

  كما هلكوا به من أمر عيسى ... وأصحاب العقيرة من ثمود

  فكيف تظن بالعبرات عيني ... وتطمع في الغموض مع الرقود