إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

منهجية الإمام زيد # في قيامه وجهاده

صفحة 59 - الجزء 1

منهجية الإمام زيد # في قيامه وجهاده

  لقد كان للإمام زيد # في قيامه وجهاده منهجية وطريقة عظيمة، يستشف القارئ من خلاله، ويتبين للمطلع منها أن الإمام زيد كان بعيداً كل البعد عن أي دعوى سياسية، أو أطماع رئاسية، أو منافسة دنيوية، وإنما كان همه الأول والأخير هم الأمة، وتحسين وضعها الديني، والرفع من مستواها المتدني في جميع حالاتها، الدينية والدنيوية والأخروية، ولم يفكر في نفسه أو ذاته حتى لو هلك وباد، كما قال # في رسالته إلى علماء الأمة:

  (وقد كتبت إليكم كتاباً بالذي أريد من القيام به فيكم، وهو العمل بكتاب الله تعالى، وإحياء سنة الرسول ÷، فبالكتاب قوام الإيمان، وبالسنة يثبت الدين، وإنما البدع أكاذيب تخترع، وأهواء تتبع، يتولى فيها وعليها رجال رجالاً، صدُّوهم عن دين الله، وذادوهم عن صراطه، فإذا غَيَّرها المؤمن، ونهى عنها، قال المفسدون: جاءنا هذا يدعونا إلى بدعة.

  وأيم الله ما البدعة إلا التي أحدث الجائرون، ولا الفساد إلا الذي حكم به الظالمون، وقد دعوتكم إلى الكتاب فأجيبوا داعي الله وانصروه.

  فوالذي بإذنه دعوتكم، وبأمره نصحت لكم، ما ألتمس أثرة على مؤمن، ولا ظلماً لمعاهد، ولوددت أني قد حميتكم مراتع الهلكة، وهديتكم من الضلالة، ولو كان أوقد ناراً فأقذق بنفسي فيها - لا يقربني ذلك من سخط الله - زهداً في هذه الحياة الدنيا، ورغبة مني في نجاتكم وخلاصكم، فإن أجبتمونا إلى دعوتنا كنتم السعداء والموفرين حظاً ونصيباً.