مقتل الإمام زيد #
مقتل الإمام زيد #
  فلما جن الليل من ليلة الجمعة، كان قد كثر الجراح في أصحاب الإمام، واستبان فيهم الفشل، وذلك أن يوسف بن عمر عقد لواء الأمان لمن تخلف أو تأخر عن نصرة الإمام، حتى خذله الكثير، وجعل زيد # يدعو، وقال: (اللهم إن هؤلاء يقاتلون عدوك، وعدو رسولك ودينك الذي ارتضيته لعبادك، فاجزهم أفضل ما جزيت أحداً من عبادك المؤمنين).
  ثم قال: (أحيوا هذه الليلة بقراءة القرآن والدعاء والتهجد والتضرع إلى الله، وأنا أعلم والله إنه ما أمسى على وجه الأرض عصابة أنصح لله ولرسوله وللإسلام منكم).
  فلما كان يوم الجمعة تقاتلوا قتالاً شديداً كأشد ما يكون، وجعلت جنودهم لا تثبت لجنود الإمام بل تنهزم وتفر، فخشي يوسف بن عمر من الهزيمة فأعمل الحيل في قتل الإمام وأصحابه وهزيمتهم، فأرسل إلى النشابة وهم قوم رماة فجعلوا يرمون الإمام وأصحابه بالسهام والنبال حتى أرهقوهم، وجعل يأخذ الأسرى ويقطع رؤوسهم ويحرقهم، لغرض الإرعاب والإرهاب، وقام بصلب بعض من قتل كنصر بن خزيمة، وجعل مناديه ينادي: ألا من جاء برأس زيد بن علي فله ألف درهم، ومن جاء بأسير فله مثل ذلك، قال: وكان يوسف بن عمر لا يأتى بأسير إلا ضرب عنقه، وأحرقه بالنيران.
  فقتل معاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة، وهو صاحب منزل الإمام زيد، وقتل أيضاً زياد بن عبد الله الفهري من فرسانه، وجماعة من فرسان