إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

مقدمات البيعة وكيفيتها

صفحة 49 - الجزء 1

مقدمات البيعة وكيفيتها

  كان الإمام زيد # مقيماً بالمدينة المنورة، وكان يدعو الناس إلى البيعة سراً، بشكل رسائل ومكاتيب إلى أوليائه وأصدقائه، ومواعظ وتعليمات في المجالس، يعظ فيها الناس، ويحذرهم من الظالمين، وينقم على الظالمين أعمالهم وفسادهم، فتولد الأمل في نفوس المؤمنين من أهل البيت وشيعتهم المظلومين المضطهدين إلى الإنتقام من أعدائهم والأخذ بالثار منهم، وحصل لديهم الأمل في وجود من يقيم الحق في البرية، ويعدل في الرعية، ويقسم بالسوية.

  فلما علم بذلك الأميون سارعوا في رفع ذلك البلاغ إلى هشام بن عبد الملك، فسارع في طلب الإمام زيد إلى دمشق، بشبهة واهية، ولفق له قضية مفتراة - لتكون مقبولة عند الناس، وليموه عليهم أنه كوالٍ وخليفة من حقه أن يتصرف في أي قضية ترفع إليه ليُنصف فيه لصاحب الحق - تلك القضية هي المطالبة بدين ومال عند الإمام زيد لرجل يقال له خالد القسري، واختصارها كما يلي:

  كان عامل المدينة من قبل هشام بن عبد الملك هو خاله إبراهيم بن هشام المخزومي، وكان يوسفُ بنُ عُمَر والياً لهشام على العراق، ولاه عليها بعد أن عزل خالد بن عبد الله القسري عن ولاية العراق، فادعى خالد بن عبد الله القسري أن له مالاً عند زيد بن علي، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، وداود بن علي بن عبد الله بن العباس، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وأيوب بن سلمة المخزومي، فكتب يوسف بن عمر إلى هشام بن عبد الملك.