إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

بعض الأصول والمبادئ التي رسمها الإمام زيد #

صفحة 104 - الجزء 1

بعض الأصول والمبادئ التي رسمها الإمام زيد #

  لقد رسم الإمام زيد # طريقاً واضحاً، ومنهجاً مستقيماً، أحيا به ما أماته الظالمون من شرائع الدين، وأشاد به ما هدمه أهل الضلال من أركان اليقين، وجمع به ما فرقه المبطلون من أحوال المسلمين، ففتح للأمة أبواب الجهاد التي كان قد أوصدها الظالمون برهة من الزمان، وأعاد روح الحق والعدل إلى جسد الإسلام الذي كان قد فارقه، وصحح مفاهيم كانت مغلوطة، وخطّأ أعمالاً قد كانت مألوفة، فنعش وعي الأمة، وأيقظ غفلتها، ولكن لم تحصل هذه النتائج المباركة بدون عناء ولا كلفة، بل دفع الإمام # في سبيلها أعلى الأثمان، وأرخص من أجلها أغلى وأنفس ما يملكه الإنسان، فقد كان الثمن هو دمه الزكي، ونفسه التقية، ودماء أصحابه الأبرار الأتقياء، في مقابل التلافي لإصلاح المبادئ الدينية قبل تلفها، فقد ضحى الإمام زيد # بنفسه ودمه وأصحابه وأهل بيته من أجل دين جده ÷، فنعم الوفاء ونعم الموفي، فلم تكن حركة الإمام زيد ومبادؤه عرضة للخمود والإنتهاء بمقتله، بل كان بمقتله # بداية خلودها، ومن دمه الزاكي ذكاء وقودها، فقد سار على دربه أئمة الهدى إمام يتلو إماماً، وثائر بعد ثائر، ولكي يبقى خالداً دائماً، وذكره مستمراً فقد أسس ورسم أصولاً ومبادئ انتسبت إليه بسببها الفرقة المحقة الزيدية، واتخذت من اسمه الشريف لقباً تتميز به عن سائر الفرق والطوائف، فانتسبت إليه لفظاً ومعنى، وسار على تلك المبادئ