بداية سير المعركة
بداية سير المعركة
  كان عدد من خرج معه # في أول الأمر خمسة آلاف، ثم بدأوا في التناقص والتراجع والنكث، فلم يزل أهلُ الكوفة يخرج الواحد منهم إلى أخيه، والمرأة إلى زوجها، والبنت إلى أبيها، والصديق إلى صديقه، فيبكي عليه حتى يرده، فأمسى # وقد رق عسكره، وخذله كثير ممن كان معه، ولم يبق مع الإمام تلك الليلة إلا خمسمائة رجل، وأهل الشام في اثني عشر ألفاً.
  وكان يوسف بن عمر قد أرسل إلى الحكم بن الصلت يحذره أمر زيد، وينذره بعزمه، فجمع ابن الصلت يوم الثلاثاء كلَّ شريف مذكور من أهل الكوفة، فأدخلهم المسجد الجامع، وهم أكثر من ثلاثة آلاف، ووكل بهم أكثر من ألف مدجج يحفظونه، والأبواب مغلقة عليهم، وأكثر وجوه الشيعة فيهم، وذلك قبل خروج زيد بيوم.
  فلما أصبح الإمام زيد بن علي # صباح يوم الاربعاء كان جملة من وافاه من أصحابه في تلك الليلة مائتان وثمانية عشر رجلاً.
  فقال #: سبحان الله، أين الناس
  فقيل له: هم في المسجد الاعظم محصورون.
  فقال #: لا والله ما هذا لمن بايعنا بعذر، ثم نادى أصحابه: معاشر المسلمين أجيبوا دعوة ابن نبيكم، ولا تنقضوا بيعتكم.
  فأرسل # القاسم بن كثير ورجل آخر يناديان بالشعار، فلم