بعض الأصول والمبادئ التي رسمها الإمام زيد #
  أما بقية المذاهب فلا تشكل أي خطورة عليهم، بل كان أكثرها يخدمهم، ويوطد لهم أركان ملكهم، ويثبت قواعد سلطانهم، بل كان قادة وأتباع بعض المذاهب غير الزيدية دعاة ومجمعين ومحرضين للناس على السكوت والرضا بذلك الحاكم، وذلك السلطان، وإن أخذ أموالهم، وجلد ظهورهم، وفعل بهم ما فعل، بل إن البعض من السلاطين والملوك استطاعوا أن يؤسسوا مذاهب افتعلها لهم علماء السوء، وبنوها على تثبيت قواعد ملك الجبابرة، والمخالفة لمذهب الزيدية.
  ومع كل ذلك فلا زالت أعلامه لائحة، وأدلته وبراهينه واضحة، ونجومه طالعة، وأنواره ساطعة، ولله الحمد {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ٣٢}[التوبة]، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ٨}[الصف].
  وليست الزيدية بالفرقة التي تهولها كثرة أعدائها، ولا تستوحش من قلة أتباعها، فالقلة والكثرة ليست دليلاً على حق ولا باطل، فالمعتبر معرفة الحق وتمييز الباطل قل الأتباع أم كثروا، فقد تعلمت من إمامها زيد الذي ألف كتاباً في الآيات التي ذكر فيها مدح القلة وذم الكثرة.
  ولقد حازت الزيدية أعلى أوسمة الشرف، وأخذت أشرف الألقاب وأنفس الصفات، كما قال كامل أهل البيت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $: (والله لو أن أبا القاسم ÷ نفض التراب عن رأسه، ما وضع رحله إلا فيكم أيتها الزيدية، وإن الملائكة رابطة الله في السماء، وأنتم أيتها الزيدية رابطة الله في الأرض، ما