5 - ترثية الحسن بن جابر الهبل
  كم ذا يعيد لك الصبا مر الصبا ... مهما سرى والبرق وهنا إن شرى
  حتَّام لا ينفك قلبك دائماً ... لهوى الغواني مورداً أو مصدرا
  وإلام يعذلك المناصح مشفقاً ... فتقول دعني ليس إلا ما ترى
  وإلى متى تزداد من مقل الظبا ... وخدودهن تدلُّهاً وتحيرا
  ولكم تذوب تشوقاً وصبابة ... وتظل تجري من عيونك أنهارا
  أضحى حديث غدير دمعك شهرة ... يحكي حديث غدير خم في الورى
  أكرم به من منزل في ظله ... نصب المهيمن للإمامة حيدرا
  نص النبي بها إذاً عن أمره ... في حيدر نصاً جلياً نيراً
  إذ قام في لفح الهجيرة رافعاً ... يده لأمر ما أقام وهجرا
  صنو النبي محمد ووصيه ... وأبو سليليه شبير وشبرا
  من ذا سواه من البرية كلها ... زكَّى بخاتمه ومد الخنصرا
  من غيره ردت له شمس الضحى ... وكفاه فضلاً في الأنام ومفخرا
  من قام في ذات الإله مجاهدا ... ولحصد أعداء الإله مشمرا
  من نام فوق فراش طه غيره ... مزملاً في برده مدثرا
  من قط في بدر رؤوس حماتها ... حتى علا بدر اليقين وأسفرا
  من قد في أحد ورود كماتها ... إذ قهقر الأسد الكمي وأدبرا
  من في حنين كان ليث نزالها ... والصيد قد رجعت هناكَ إلى الورى
  من كان فاتح خيبر إذ أدبرت ... عنها الثلاثة سل بذلك خيبرا
  من ذا بها المختار أعطاه اللوا ... هل كان ذلك حيدرا أم حبترا
  أفهل بقي عذر لمن عرف الهدى ... ثم انثنى عن نهجه وتغيرا
  لا يبعد الرحمن إلا عصبة ... ضلت وأخطأت السبيل الأنورا