إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

منهجية الإمام زيد # في قيامه وجهاده

صفحة 60 - الجزء 1

  عباد الله: انصحوا داعي الحق وانصروه، إذ قد دعاكم لما يحييكم، ذلك بأن الكتاب يدعوا إلى الله، وإلى العدل والمعروف، ويزجر عن المنكر، فقد نظرنا لكم، وأردنا صلاحكم، ونحن أولى الناس بكم، رسول الله ÷ جدنا، والسابق إليه المؤمن به أبونا، وابنته سيدة النسوان أمنا، فمن نزل منكم منزلتنا فسارعوا عباد الله إلى دعوة الله، ولا تنكلوا عن الحق، فبالحق يُكْبَت عدوكم، وتمنع حريمكم، وتأمن ساحتكم.

  وذلك أنا ننزع الجائرين عن الجنود، والخزائن والمدائن، والفيء والغنائم، ونُثْبِت الأمين المؤتمن، غير الراشي المرتشي الناقض للعهد، فإن نظهر فهذا عهدنا، وإن نستشهد فقد نصحنا لربنا، وأدينا الحق إليه من أنفسنا، فالجنة مثوانا ومنقلبنا، فأي هذا يكره المؤمن وفي أي هذا يرهب المسلم وقد قال الله ø لنبيه ÷: {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ١٠٧}⁣[النساء].

  وإذا بدت الخيانة وخربت الأمانة، وعمل بالجور فقد أفتضح الوالي، فكيف يكون إماماً على المؤمنين من هذا نعته وهذه صفته).

  وقال # في كلام له أثناء الرسالة: (لا نريد بذلك سلطاناً في الدنيا إلا سلطانك، ولا نلتمس بذلك أثرة على مؤمن ولا مؤمنة ولا حُرٍّ ولا عبد).

  ولنأخذ بعض الأمثلة التي نعرف من خلالها منهجيته وطريقته في الدعوة والجهاد:

  أولها: كان يريد # من الأمة أن تعرف الأخطاء والضلالات