إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

مقتل الإمام زيد #

صفحة 85 - الجزء 1

  وأصحاب زيد بن علي @، فحملت رؤوسهم إلى يوسف بن عمر.

  والإمام يقاتل في ناحية وولده يحيى في ناحية أخرى، وأصيب الإمام بثلاثة عشر نشابة، حتى إذا كان عند غروب الشمس رُمي الإمام زيد بسهم فأصاب جبهته اليسرى، فنزا السهم في الدماغ، فقال: (الشهادة في الله، والحمد لله الذي رزقنيها).

  فحمله أصحابه إلى دور أرحب وشاكر، ولا يظن أهل الشام أنهم رجعوا إلا للمساء والليل.

  قال: ثم قال #: (ادعوا لي ابني يحيى) فدعوه فلما دخل جمع قميصه في كفه، وجعل يمسح ذلك الكرب عن وجه أبيه، وقال: (أبشر يا ابن رسول الله تقدم على رسول الله ÷ وعلي والحسن والحسين وخديجة وفاطمة $، وهم عنك راضون).

  قال: (صدقت يا بني فما في نفسك قال أن أجاهد القوم، والله إلا أن لا أجد أحداً يعينني) قال: (نعم يا بني جاهدهم فوالله إنك لعلى الحق، وإنهم لعلى الباطل، وإن قتلاك في الجنة، وقتلاهم في النار).

  وجيء بطبيب فنزع النصل، فمات من ساعته ~، ودفن في مجرى ماء وأجري عليه الماء.

  فصلوات الله وسلامه عليه يوم ولد ويوم قام ويوم استشهد ويوم نبش ويوم صلب ويوم أحرق ويوم يبعث حياً، وحشرنا معه ومع آبائه، آمين.