النبش والصلب
  ووكل يوسف بخشبة زيد أربع مائة رجل يحرسونها، ينوب في كل ليلة مائة رجل، وبنى حول جذعه بناء كالدكة من آجر، وكان زهير بن معاوية ممن يحرسه.
  وبقي الامام زيد # مصلوباً إلى زمن الوليد بن يزيد، فيكون قد بقي ما يقرب من أربع سنوات لان الوليد بن يزيد ولي الامر سنة (١٢٥) هـ، وزيد قتل سنة (١٢٢) هـ، وقيل: إن الذي أحرقه هو هشام بن عبد الملك الاموي.
  فلما مات هشام، وولي الوليد بن يزيد، وفد إليه يوسف، فلما رجع من عنده إلى الكوفة، أمره بإحراق زيد بن علي #، لما ظهر ابنه يحيى بن زيد بخراسان، وكتب الوليد إلى عامله بالكوفة: أن أحرق زيداً بخشبته، فجمع الحطب والقصب، وجاء الغوغاء من ذلك بشيء كثير، فأعطاهم دراهم كثيرة، ففعل به ذلك، وأذرى رماده في الرياح على شاطئ الفرات.
  وكان الذي ولي إحراق زيد # بأمر الوليد هو: خراش بن حوشب، وهو الذي جمع الناس للحضور، وجمع الحطب ثم أُنزل زيد # من خشبته وألقي في النار حتى أحرقوه، حتى روي أن الناس إنما كانوا ينظرون من بعيد لشدة النار.
  فلما أحرقوه جاءوا بالهنوطاب وضرب بها حتى صار رماداً سحيقاً، ثم قسم قسمين، فقسم ذري في البحر، وقسم بعثوا به في مناديل إلى وجوه الناس، ودفع إلى كل رجل قبضة يذريها حتى أفنوه.