الولاء، وواحد بِجَرٌ جَرَّ الولاء، وسهم للميتة؛ فيقول بعض أصحاب الشافعي: يكون هذا السهم لبيت المال، وابن دينار⁣^(⁣١) يجعله لمعتق الأم، والله اعلم.

  ومن ذلك⁣^(⁣٢) رجل أعتق عبدًا، وله ثلاثة بنين، ولأحدهم ابن، وللثاني اثنان، وللثالث ثلاثة، وَخَبَّأَ المعتق كنزا، ثم مات [المعتق]، ثم بنوه الثلاثة، ثم إنَّ العبد المعتق مات، وظهر الكنز عند موت العبد المعتَقِ؛ فإنَّ مال العبد المُعْتَقِ يكون بين بني البنين أسداسا على عدد™ رؤوسهم؛ لأنهم ورثوا مال العبد بأنفسهم لا بآبائهم، ويكون الكنز™ بينهم أثلاثا؛ لأنهم ورثوا عن آبائهم، وآباؤهم عن™ جدهم.

  وعلى قول شريح⁣^(⁣٣) وطاووس⁣^(⁣٤): الولاء يُورَثُ في نفسه فيكون مال العبد بين

(١) عيسى بن دينار بن واقد الغافقي أبو عبد الله، فقيه الأندلس، ورع، عابد. أصله من طليطلة، سكن قرطبة، ورحل في طلب الحديث، فكانت الفتيا تدور عليه لا يتقدمه أحد، ت: ٢١٢ هـ. معجم المؤلفين ٢/ ٥٩٣، والأعلام ٥/ ١٠٢.

(٢) أي: من أحكام جر الولاء، لا من أمثلة الدور.

(٣) ابن الحارث الكندي، أبو أمية القاضي، أدرك الجاهلية، من كبار التابعين، كان قاضيا لعمر، ثم عثمان، ثم علي على الكوفة ولم يزل قاضيا بها لي زمن الحجاج، من أعلم الناس بالقضاء، ذو فطنة وذكاء ومعرفة وعقل ورصانة، وكان شاعرا محسنا، ت: ٨٧ هـ عن مائة سنة، ستين منها في القضاء. الاستيعاب ٢/ ٢٥٨، وأسد الغابة ٢/ ٦٢٤.

(٤) ابن كيسان اليماني مولى بحير بن ريسان الحميري من أبناء الفُرْسِ، كان ينزل الجنَّدَ جنوب مدينة تعز في اليمن تابعي، محدث، مقرئ، فقيه، «ت: ١٠٦ هـ» وقيل غير ذلك، روى له الجماعة. تهذيب الكمال ١٣/ ٣٥٧، والطبقات ٥/ ٥٣٧. وفائدة الخلاف تظهر في امرأة أعتقت عبدا، ولها زوج وابن وأخ؛ فماتت الزوجة، ثم الابن ثم العبد؛ فَمَالُ الزوجة لابنها ولزوجها، وَمَالُ العبد يكون للأخ على المذ™هب خلافا لشريح؛ فعنده للزوج أو ورثته الربع، وللابن أو ورثته الباقي.