(باب الفرائض)
  وَيُورَثُ(١) - وَإِنْ كَانَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ؛ لِأَنَّهُ فِي حُكْمِ الْمَيِّتِ. وَاللهُ أَعْلَمُ(٢).
(بَابُ الْفَرَائض(٣))
  الْمُرَادُ بِالْفَرَائِضِ الْمَوَارِيثُ؛ لِأَنَّ كُلَّ عِلْمٍ أَوْجَبَ اللَّهُ تَعَالَى مَعْرِفَتَهُ فَهُوَ يُسْمًّى فَرِيضَةً، لَكِنْ غَلَبَ عِلْمُ الْفَرَائِضِ عَلَى الْمَوَارِيثِ(٤)، كَمَا غَلَبَ عِلْمُ
= عَلَيْهِ، و (é). يَقُولُ الْمُحَقِّقُ: وَلِلطَّبُ الْيَوْمَ رَأَيُّهُ، وَيَجِبُ احْتِرَامُ حَيَاتِهِ.
(١) سُؤال: يُقَالُ: قُلْتُمْ: إِنَّ مَنْ عُلِمَ ضَرُورَةً بُطْلَانُ حَيَاتِهِ وُرِثَ وَلَمْ يَرَثْ؛ فَمَا يَكُونُ فِي الْجَنِينِ الَّذِي يُوضَعُ لِدُونِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَيَصْدُرُ مِنْهُ صِيَاحٌ أَوْ نَحْوُهُ هَلْ يَرِثُ وَيُورَثُ أَمْ لَا؛ لِأَنَّهُ يُعْلَمُ يُطْلَانُ حَيَاتِهِ؟ الْجَوَابُ: عَلَى هَذَا أَنَّهُ يَرثُ وَيُورَثُ؛ لِأَنَّهُ وَرَدَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الطِّفْلَ إِذَا اسْتَهَلَ وَرِثَ وَوُرِثَ؛ فَجَاءَ عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ.
(٢) بَلْ أَرَى احْتِرَامَ حَيَاتِهِ.
(٣) قَالَ الزَّيْلَعِيُّ فِي تَبِينِ الْحَقَائِقِ شَرْحِ كَنزِ الدَّقَائِقِ ٦/ ٢٢٩: سُمِّيَ هَذَا الْعِلْمُ فَرَائِضَ؛ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدَّرَهُ بِنَفْسِهِ، وَلَمْ يُفَوِّضُ تَقْدِيرَهُ إِلَى مَلَكِ مُقَرَّبِ، وَلَا إِلَى نَبِيٌّ مُرْسَلِ، وَبَيَّنَ نَصِيبَ كُلَّ وَاحِدٍ: مِنَ النّصْفِ وَالرُّبُعِ، وَالثَّمُنِ، وَالثَّلْتَيْنِ، وَالثَّلُثِ، وَالسُّدُسِ بِخِلَافِ سَائِرِ الْأَحْكَامِ: كَالصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ وَغَيْرِهَا؛ فَإِنَّ النُّصُوصَ فِيهَا مُجْمَلَةٌ: كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ}، {وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ}[آل عمران: ٩٧]. وَإِنَّمَا السُّنةُ بَيْنَهَا. وَالْفَرْضُ يَشْتَركُ بَيْنَ مَعَانِ ثَمَانِيَةِ:
١ - التَّقْدِيرُ: يُقَالُ: فَرَضَ الْحَاكِمُ نَفَقَةَ الزَّوْجَةِ: أَيْ قَدَّرَهَا.
٢ - الْإِنْزَالُ: نَحْو: {إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ}[القصص: ٨٥]: أَيْ أَنْزَلَهُ.
٣ - الْبَيَانُ: نَحْو: {سُورَةٌ أَنزَلۡنَٰهَا وَفَرَضۡنَٰهَا}[النور: ١] أَيْ بَيْنَاهَا.
٤ - الْقَطْعُ: نَحْرُ: أَدِيمٌ مَفْرُوضٌ أَي مَقْطُوع.
٥ - الْإِيجَابُ: نَحْو {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ}[البقرة: ١٩٧]: أَيْ أَوْجَبَ.
٦ - الْفَرْضُ نَوْعٌ مِنَ صِغَارِ النَّمْرِ لِأَهْلِ عُمَانَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِذَا أَكْلْتُ سَمَكا وَفَرْضَا ... ذَهَبْتُ طُوْلًا وَذَهَبْتُ عَرْضَا
٧ - الإحْلَالُ: نُحْو: {مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنۡ حَرَجٖ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُۥۖ}[الأحزاب ٣٨]: أَيْ مَا أَحَلَ.
٨ - بِمَعْنَى الْقِسْمَةِ: كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ}[النساء ١١]: أَي قِسْمَةً. لسان العرب ٧/ ٢٠٢.
(٤) الْغَلَبَةُ كَوْنُ اللَّفْظِ عَامَّا فِي أَشْيَاءَ ثُمَّ يَصِيرُ لِكَثْرَةِ الاسْتِعْمَالِ خَاصًا بِبَعْضِهَا بِحَيْثُ لا =