جوهرة الفرائض شرح مفتاح الفرائض،

محمد بن أحمد الناظري (المتوفى: 1000 هـ)

(باب العلل المانعة من الإرث)

صفحة 179 - الجزء 1

  النَّحْو عَلَى الْعَرَبِيَّةِ⁣(⁣١)، وَغَلَبَ عِلْمُ الْكَلَام عَلَى التَّوْحِيدِ.

  وَلِلْفَرَائِضِ حَقِيقَتَانِ: لُغَوِيَّةٌ، وَاصْطِلَاحِيَّةٌ:

  أَمَّا فِي اللُّغَةِ: فَهْيَ التَّقْدِيرَاتُ؛ يُقَالُ: فَرَضَ الْحَاكِمُ نَفَقَةَ الزَّوْجَةِ: أَيْ قَدَّرَهَا.

  وَأَمَّا فِي الإِصْطِلَاحِ فَهْيَ السَّهَامُ الْمُقَدَّرَةُ لِوَارِثٍ أَوْ وَارِثَيْنِ فَصَاعِدًا، الْمُسَمَّاةُ لَفْظًا أَوْ مَعْنَى⁣(⁣٢).

  وَقُلْنَا: هِيَ السُّهَامُ الْمُقَدَّرَةُ: وَهْيَ فَرَائِضُ ذَوِي السَّهَامِ السِّتُ الْمَذْكُورَةُ فِي نَفْسِ الْكِتَابِ⁣(⁣٣).

  وَقُلْنَا: لِوَارِثٍ: كَالنَّصْفِ، لَا يَسْتَحِقُهُ إِلَّا شَخْصُ وَاحِدٌ فَقَط.

  وَقُلْنَا: أَوْ وَارِثَيْنِ فَصَاعِدًا: كَالقُلُتَيْنِ يَشْتَرِكُ فِيهِ الاثْنَانِ فَصَاعِدًا.

  وَقُلْنَا: الْمُسَمَّاةُ لَفْظًا وَهُوَ الثَّلُثُ لِلأُم مَعَ عَدَم الْحَاجِبِ لَهَا؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَوَرِثَهُۥٓ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ ٱلثُّلُثُۚ}⁣[النساء: ١١] وخَصَّ الْأُمَّ بِالثَّلُثِ، وَحَدَّ فَرِيضَةَ الْأَبِ بِفَرِيضَةِ الْأُمِّ، وَلَمْ يُسَمٌ فَرِيضَةَ الْأَبِ وَلَا حَدَّهَا بِاللَّفْظِ [أَيْ بِالْقَوْلِ؛ لِأَنَّ اللَّفْظَ يَسْتَلْزِمُ التَّجْسِيمَ]، وَحَدَّهَا بِالْمَعْنَى [أَيْ بِالْحُكْمِ]؛ لِأَنَّهُ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْمَالِ الثُلثُ بَقِيَ الثُّلْتَانِ.


= يَحْتَاجُ فِي الدَّلَالَةِ عَلَيْهِ إِلَى قَرِينَةٍ.

(١) صَوَابُهُ كَمَا غَلَبَ عِلْمُ الْعَرَبِيَّةِ عَلَى النَّحْوِ؛ فَفِي عِبَارَتِهِ قَلْبٌ، وَمِنْ عِلْمِ الْعَرَبِيَّةِ: النَّحْوُ، وَالتَّصْرِيفُ، وَالمُعَانِي وَالْبَيَانُ وَالْبَدِيعُ - لَكِنْ غَلَبَ عِلْمُ الْعَرَبِيَّةِ عَلَى النَّحْوِ.

(٢) وَإِنْ أَرَدْتَ إِدْحَالَ فَرَائِضِ الْعَصَبَاتِ قُلْتَ: هِيَ السَّهَامُ الْمُسَمَّاةُ لِوَارِثِ أَوْ وَارِثَيْنِ فَصَاعِدًا: مُقَدَّرَةً أَوْ غَيْرَ مُقَدَّرَةِ: وَنَعْنِي بِغَيْرِ الْمُقَدَّرَةِ فَرَائِضَ الْعَصَبَاتِ. خالدي ٧٦، ومصباح.

(٣) أَوْ هُنَا بِمَعْنَى الْوَاوِ؛ وَلَا وَجْهَ لِلتَّشْكِيل؛ لأَنَّهُ مَا أَرَادَ إِلَّا ذَوِي السَّهَام؛ فَلَا يَدْخُلُ الْأَبُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تُطِعۡ مِنۡهُمۡ ءَاثِمًا أَوۡ كَفُورٗا ٢٤}⁣[الإنسان: ٢٤]؛ فَلَا غُبَارَ عَلَى كَلَام الْأَصْلِ. وَلَفْظُ تَعْلِيقِ الوَسِيطِ: الْمُسَمَّى لَفْظًا، أَوْ مَعْنِّي، أَوْ حُكْمًا: فَاللَّفْظُ السَّتُ الْمَذْكُورَةُ، وَأَمَّا الْمَعْنَى فَفَرْضُ الْعَصَبَاتِ، وَأَمَّا الْحُكْمُ فَفَرْضُ الْأَبِ مَعَ الْأُمِّ.