[السابع من أبواب الكتاب] (باب الرد)
  (وَتَبْدَأُ عِنْدَ الْقِسْمَةِ [نْدْبًا™] بِأَهْلِ الْفَرَائِضِ الْمَحْدُوْدَةِ الْمُسَمَّاةِ فِي الْكِتَابِ [كَالْأُمَ]، أَوْ فِي السُّنَّةِ [كَالْجَدً]، أَوْ فِي الْإِجْمَاعِ [كَبَنِي الْبَنِينَ] مَا لَمْ يَسْقُطُوا عَنْهَا(١)): أَيْ عَنْ فُرُوضِهِمْ الْمُتَقَدِّم ذِكْرُهَا فِي الْكِتَابِ، أَوْ فِي السُّنَّةِ، أَوْ فِي الْإِجْمَاعِ.
  الثَّالِثُ: قَوْلُهُ: (وَإِنْ كَانُوا ذَوِي سَهَامٍ مُنْفَرِدِينَ): يَعْنِي عَنِ الْعَصَبَاتِ:
  فَإِنْ كَانُوا مِنْ صِنْفِ وَاحِدٍ؛ فَمَسْأَلَتُهُمْ مِنْ مَبْلَغ عَدَدِ رُؤُوسِهِمْ: كَالْعَصَبَاتِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي «بَابِ الْرَدُّ».
  وَإِنْ كَانُوا صِنْفَيْنِ فَصَاعِدًا؛ فَالْعِبْرَةُ فِي أَصْلِ مَسْأَلَتِهِمْ بِمَخَارِجِ فَرَائِضِ ذَوِي السَّهَامِ؛ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ: (فَمِيرَاثهُمْ مِنْ تَخَارِجِ فَرَائِضِهِمُ السِّتِ الْمَذْكُورَةِ) وَهْيَ مَخْرَجُ النِّصْفِ، وَالرُّبُعِ، وَالثُّمُنِ، وَالثَّلْثَيْنِ، وَالثَّلُثِ، وَالسُّدُسِ: فَمَخْرَجُ النَّصْفِ مِنِ اثْنَيْنِ، وَمَخْرَجُ الرُّبُعِ مِنْ أَرْبَعَةٍ، وَمَخْرَجُ
(١) كَأَخِ لِأُمْ، وَجَدٌ، وَأَرْبَعَةِ إِخْوَةِ لِأَبَوَيْنِ؛ إِذْ لَوْ سَقَطُوا كَهَذِهِ الْمَسْأَلَةِ: أَعْنِي مَسْأَلَةَ أَخِ لِأُمِّ وَجَدٌ وَأَرْبَعَةِ إِخْوَةِ لِأَبَوَيْنِ - لَمْ يُعْتَدَّ بِفَرْضِ السَّاقِطِ حِينَئِذٍ؛ فَتُعْطِيَ أَهْلَ الْفَرَائِضِ فُرُوضَهُمْ، وَالْبَاقِي لِلْعَصَبَةِ إِنِ انْقَسَمَ عَلَيْهَا، وَإِلَّا سَلَكْتَ طَرِيقَةَ الضَّرْبِ. وَإِنِ اسْتُكْمِلَتِ الْمَسْأَلَةُ، أَوْ عَالَتْ - سَقَطَتِ الْعَصَبَةُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ أَبَا أَوْ جَدًّا فَلَا يَسْقُطُ بَلْ يَصِيرُ ذَا سَهُم كَمَا مَرَّ. مصباح. وَيُقَدَّمُ مَنْ فَرْضُهُ مِنَ الْكِتَابِ، ثُمَّ مِنَ السُّنَّةِ، ثُمَّ مِنَ الْإِجْمَاعِ، وَالسُّقُوطُ إِمَّا بِإِحْدَى الْعِلَلِ، أَوْ بِإِسْقَاطِ بَعْضِ الْوَرَثَةِ.
(*) قَالَ صَاحِبُ «الْإِبَانَةِ»: لَوْ قِيلَ: مَاتَ رَجُلٌ وَخَلَّفَ أَخَوَيْنِ لِأُمْ: أَحَدُهُمَا أَخٌ لِأَبِ، وَأَخَوَيْنِ لِأَبِ: أَحَدُهُمَا أَخٌ لِأُمِّ؛ فَكَأَنَّهُ خَلَّفَ أَرْبَعَةَ إِخْوَةِ: أَخَا لأُمِّ، وَأَخَوَيْن لِأَبَوَيْنِ، وَأَخَا لأَبِ وَهُوَ سَاقِطٌ؛ وَتَصِحُ مَسْأَلَتْهُمْ من ١٢: مِثَالُهُ: امْرَأَةٌ تَزَوَّجَتْ فَأَتَتْ بِابْنِ، ثُمَّ تَزَوَّجَتْ بِآخَرَ فَوَلَدَتْ ثَلَاثَةَ بَنِينَ، وَمَعَ الزَّوْجِ الْآخَرِ ابْنُ عَلَى غَيْرِهَا، فَمَاتَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ الْبَنِينَ وَخَلَّفَ أَخَوَيْنِ لِأَبَوَيْنِ، وَأَخَا لِأَبِ، وَأَخَا لِأُمْ؛ فَالْأَخُ لِأَبِ سَاقِطٌ.
(*) وَقَدْ يَجْتَمِعُ فِي مَسْأَلَةٍ وَاحِدَةِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ: مِثَالُهُ: زَوْجٌ، وَجَدَّةٌ، وَبنت ابْنِ أَوْ زَوْجَةٌ، وَجَدَّةٌ، وَأُخْتٌ لِأَبِ.