جوهرة الفرائض شرح مفتاح الفائض
  الرَّائِضِ لِمِفْتَاحِ الْفَائِضِ فِي عِلْمِ الْفَرَائِضِ، لِلسَّيْدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عِز الدِّينِ بْنِ الْحَسَنِ؛ وَمِنْهُ نُسْخَةٌ بِالْمَكْتَبَةِ الْغَرْبِيَّةِ بِرَقْمِ (١٦١٣)؛ لِأَنَّ الْمُتَوَلِّينَ عَلَيْهَا وَعَلَى الْبَلَدِ بِرُمَّتِهِ جَهَلَةٌ لَيْسَ لَدَيْهِمْ حِسٌ وَلَا شُعُورٌ، وَلَا ضَمِيرٌ. وَقَدْ نُقِلَ فِي الْهَامِشِ مِنْهَا كَثِيرٌ. وَأَلَّفَ الْعَلامَةُ عَلِيُّ بْنُ هِلَالٍ الدَّبَبُ مُخْتَصَرًا دَرَّسْتُهُ لِبَعْضِ الدَّكَاتِرَةِ بِمِصْرَ، وَضَبَطْتُهُ، لَكِنَّهُ طُبِعَ دُونَ اسْتِشَارَتِي؛ وَقَدْ سَبَقَ أَنْ أَبْدَيْتُ لِأَوْلَادِهِ اسْتِعْدَادِي لِتَحْقِيقِهِ وَطَبْعِهِ.
  لَكِنَّ جَوْهَرَةَ الْفَرَائِضِ لِلْعَلَّامَةِ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَدَ بْن أَي الْقَاسِمِ النَّاظِرِي عَلَى شَرْحٍ مَتْنِ الْفَائِضِ لِلشَّيْخِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي السَّعْدِ الْعُصَيْفِرِيِّ - لَاقَتْ رَوَاجًا فِي الْمَدْرَسَةِ الزَّيْدِيَّةِ، وَقَبولًا لَدَى الْعُلَمَاءِ مُنْقَطِعَ النَّظِيرِ، وَنُسِخَتْ بِالْأَقْلَامِ، وَكَثْرَتْ عَلَيْهَا الْحَوَاشِي بِشَكْلِ مُذْهِلِ، وَصَارَتْ هِيَ الْكِتَابُ الْمُعْتَمَدُ رَغْمَ وُجُودِ مُخْتَصَرَاتٍ، أَوْ مَنْظُومَاتٍ لِمَتْنِ الْفَائِضِ، أَوْ جَدَاوِلَ، لَكِنَّهَا لَمْ تَرُقْ لِلْعُلَمَاءِ وَطُلَّابِ الْعِلْمِ، وَلَمْ تَسُدَّ فَرَاغَ الْجَوْهَرَةِ؛ فَقَدْ رَزَقَ اللهُ النَّاظِرِيَّ وَالْعُصَيْفِرِي الْحَظَّ وَالْقَبُولَ؛ فَكَانَ تَحْقِيقُ هَذَا الْكِتَابِ يُشْبِهُ فَرْضَ الْعَيْنِ بِالنِّسْبَةِ لي، وَلَا سِيَمَا وَقَدْ لَمَسْتُ ارْتِياحًا لِمَا صَدَرَ مِنْ تَحْقِيقَاتِي أَوْ مُؤَلَّفَاتِ مِنَ الْآبَاءِ وَالْإِخْوَةِ وَالْأَوْلَادِ أَهْلِ الْعِلْمِ كَثَّرَ اللهُ سَوَادَهُمْ، وَمِنَ الْقُرَّاءِ الْكِرَامِ عُمُومًا؛ وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ حُسْنُ ظَنَّهُمْ فِي مَحَلِّهِ، لَكِنَّ حُسْنَ ظَنَّهُمْ بي حمَلَنِي الثَّقِيلَ، وَجَعَلَنِي أَتَجَشَّمُ الصِّعَابَ الَّتِي لَا يَقْوَى عَلَيْهَا إِلَّا مَنْ صَبَرَ وَصَابَرَ، وَجَدَّ وَثَابَرَ.
  وَمِنْ نَافِلَةِ الْقَوْلِ أَنْ أُتْحِفَ الْمُطَّلِعِينَ عَلَى هَذَا الْكِتَابِ النَّفِيسِ أَنَّ عَلَاقَتِي بِهَذَا الْعِلْمِ بَدَأَتْ مِنْذُ الصِّغَرِ؛ فَقَدْ طَرَقَ سَمْعِي مِنْ بَعْضِ شُيُوخِ الْقَرْيَةِ وَأَنَا فِي الْمِعْلَامَةِ وَهُوَ يَتَحَدَّثُ عَنْ قِسْمَةِ تَرِكَةٍ فَيَقُولُ بِلَهْجَتِهِ: لِفُلَانَةٍ ثَمِينُ: يَعْنِي ثُمُنًا، وَلِفُلَانَةٍ سَدِيسٌ: يَعْنِي سُدسًا؛ فَتَشَوَّقْتُ إِلَى مَعْرِفَةِ هَذَا الْفَنَّ كَمَّا تَشَوَّقْتُ