جوهرة الفرائض شرح مفتاح الفرائض،

محمد بن أحمد الناظري (المتوفى: 1000 هـ)

(باب اللبس)

صفحة 425 - الجزء 1

(بَابُ اللُّبَسِ⁣(⁣١))

  حَقِيقَةُ اللُّبْسَةِ: هُوَ مَنْ لَهُ آلَةٌ كَالَةِ الرَّجُلِ، وَآلَةٌ كَالَةِ النِّسَاءِ، يَخْرُجُ الْبَوْلُ مِنْهُمَا جَمِيعًا مِنْ غَيْرِ سَبْقٍ، أَوْ يَكُونُ لَهُ ثَقْبٌ [تَحْتَ السُّرَّةِ بِمِقْدَارِ الشَّفَةِ] يَخْرُجُ مِنْهُ الْبَوْلُ.

  وَحَقِيقَةُ الخُنْثَى مَنْ لَهُ آلَةٌ كَالَةِ الرِّجَالِ، وَآلَةٌ كَالِةِ النِّسَاءِ: وَسَوَاءٌ خَرَجَ الْبَوْلُ مِنْهُمَا جَمِيعًا أَوْ مِنْ أَحَدِهِمَا؛ فَعَلَى هَذَا الْخُنْثَى تَعُمُّ الْمُتَمَيَّزَ وَالْمُلْتَبِسَ، وَاللُّبَسَةُ تَخُصُّ الْمُلْتَبِسَ. وَقِيلَ: إِنَّهُمَا يَعُمَّانِ. وَقِيلَ: الْخُنْثَى لِلْمُتَمَيِّزِ، وَاللُّبَسَةُ


=

٣×٤×٥ = ٦٠، ثُمَّ فِي حَالَيْنِ تَكُنْ ١٢٠؛ فَتُقْسَمُ عَلَى الْإِنْكَارِ أَثَلَاثًا: لِلْبِنْتِ ٤٠، وَلِلِابْنِ ٨٠، وَعَلَى الْإِقْرَارِ عَلَى تَقْدِيرِ الْمُقَرِّ بِهِ أُنْثَى تُقْسَمُ أَرْبَاعًا: لِلابْنِ ٦٠، وَلِكُلِّ أُنْثَى ٣٠، وَتُقْسَمُ عَلَى تَقْدِيرِهِ ذَكَرًا أَخْمَاسًا لِلْبِنْتِ ٢٤ وَلِكُلِّ ابْنِ ٤٨؛ فَالْمُقِرُّ يَدْفَعُ الْفَارِقَ وَهُوَ ٢٠ عَلَى تَقْدِيرِهِ أُنْثَى، وَعَلَى تَقْدِيرِهِ ذَكَرًا ٣٢؛ الْجُمْلَةُ ٥٢ تُقْسَمُ عَلَى حَالَيْنِ؛ يَصِحُ ٢٦؛ فَيَدْفَعُهَا لِمَنْ أَقَرَّ بِهِ وَالطَّب الْيَوْمَ يُعْفِينَا مِنْ هَذَا وَيُقَرِّرُ مَا هُوَ الْخُنثُى؟

(١) أَوَّلُ مَنْ قَضَى فِي الْخُنْثَى عَامِرُ بْنُ الظَّرِبِ الْعَدْوَانِيُّ؛ أَي إِلَيْهِ بِخُنثَى لِيَحْكُمَ فِيهِ، فَلَمْ يَدْرِ مَا الْحُكْمُ؟! فَجَعَلَ يَنْحَرُ لَهُمْ وَيُطْعِمُهُمْ، وَيُدَافِعُهُمْ بِالْقَضَاءِ؛ فَقَالَتْ لَهُ جَارِيتُهُ خُصَيْلَةُ، أَوْ سُخَيْلَةُ: مَا شَأْنُكَ قَدْ أَتْلَفْتَ مَالَكَ؟! - رُويَ أَنَّهُمْ أَقَامُوا عِنْدَهُ أَرْبَعَينَ لَيْلَةٌ - فَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ لَا يَدْرِي مَا حُكْمُ الْخُنْثَى! فَقَالَتْ: أَتْبِعْهُ مَبَالَهُ! فَقَالَ: قَدْ فَرَّجْتِيهَا يَا سُخَيْلَةُ؛ فَصَارَتْ مَثَلًا. فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ صَارَ سُنَّةٌ فِيهِ. ينظر مجمع الأمثال ١/ ٣٩. وفي تفسير القرطبي ١٦/ ٥١ قَالَ: وَجَاءَ الْإِسْلَامُ عَلَى ذَلِكَ، فَلَمْ تَنْزِلْ إِلَّا فِي عَهْدِ عَلِيٌّ ¥؛ فَقَضَى فِيهَا. وينظر شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة ٥/ ٤٧. قَالَ الْعُلَمَاءُ: فِي هَذِهِ الْحِكَايَةِ عِبْرَةٌ وَمُزْدَجَرٌ لِجَهَلَةِ قُضَاةِ الزَّمَانِ وَمُفْتِيهِ؛ فَإِنَّ هَذَا مُشْرِكٌ تَوَقَّفَ فِي حَادِثَةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يَنْحَرُ وَيُطْعِمُ! فَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِ الْعَظِيمِ.

وَمِنْ أَحْكَامِهِ: أَنَّهُ إِنْ قَتَلَهُ رَجُلٌ قُتِلَ بهِ، وَإِنْ قَتَلَتْهُ امْرَأَةٌ قُتِلَتْ بِهِ وَلَا مَزيد وَالْعَكْسُ، وَأَمَّا فِي سَائِرِ الدِّيَةِ: فَإِنْ كَانَ هُوَ الْقَاتِلُ سَلَّمَ دِيَةَ الْمَقْتُولِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى، وَإِنْ كَانَ هُوَ الْمَقْتُولُ فَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا دِيَةُ امْرَأَةِ؛ لِأَنَّ الْأَصْلَ بَرَاءَةُ الذَّمَّةِ، و (é).