جوهرة الفرائض شرح مفتاح الفرائض،

محمد بن أحمد الناظري (المتوفى: 1000 هـ)

(باب اللبس)

صفحة 448 - الجزء 1

  غَيْرَ لُبْسَةٍ؛ فَالْأَخُ لِأُمَّ اللُّبَسَةُ: إِنْ قَدَّرْتَ أَنَّهُ ذَكَرْ فَلَهُ السُّدُسُ، وَإِنْ قَدَّرْتَ أَنَّهُ أُنْثَى فَلَهُ السُّدُسُ؛ فَاسْتَوَى حَالَنَا التَّقْدِيرِ فِيهِ؛ فَيُعْطَى السُّدُسَ مِنْ غَيْرِ تَحْوِيلِ، وَالْبَاقِي لِلْعَمِّ.

  مِثَالُ آخَرُ مِنْ هَذَا النَّوْعِ: خَلَّفَ الْمَيِّتُ عَمَّةً، وَخَالًا خُنثَى لُبْسَةٌ؛ فَالْخَالُ يَسْتَوِي فِيهِ حَالَةُ الذَّكَرِ وَحَالَةُ الْأُنثَى؛ فَيُعْطَى مِيرَاثَ الْأُمِّ وَهْوَ الثُّلُثُ؛ لِأَنَّهُ يُدْلِي بِهَا، وَالْبَاقِي مِنَ الْمَالِ ثُلثَانِ لِلْعَمَّةِ؛ لِأَنَّهَا تُدْلِي بِالْأًبِ.

  تنبيه⁣(⁣١): إِذَا خَلَّفَ الْمَيِّتُ ابْنَا لَهُ رَأْسَانِ، فَهَلْ يَرِثُ مِيرَانَا أَوْ مِيرَاثَيْنِ؟


(١) رُوِيَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ عِندَ عُمَرَ بْن الْخَطَّابِ وَقَدْ أُتِيَ إِلَيْهِ بِمَوْلُودِ كَبِيرِ، وَلَهُ رَأْسَانِ، وَبَطْنَانِ، وَأَرْبَعُ أَيْدِ، وَقُبل، ودُبِّرٌ، وَرِجْلَانِ: أَسْفَلُهُ وَاحِدٌ، وَأَعْلَاهُ اثْنَانِ، وَقَدْ تُوُفِّيَ أَبُوهُ، فَأَرَادُوا أَنْ يَقْتَسِمُوا الْمَالَ الْمَوْرُوثَ، فَلَمْ يَدْرِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَا يَكُونُ الْحُكْمُ فِي ذَلِكَ! فَأَتَى عَلِيًّا # وَهُوَ فِي حَائِطِ لَهُ يُسْمَّى حَائِطَ بَنِي النَّجَارِ؛ فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ؛ فَقَالَ: ارْجِعْ وَأَمْرُ أُمَّهُ أَن تُنَوَّمَهُ: فَإِنْ نَامَ الرَّأْسَانِ مَعًا، وَاثْبَهَا مَعَا أُعْطِيَ سَهُمَا وَاحِدًا، وَإِنْ نَامَ رَأْسٌ وَلَمْ يَنمِ الْآخَرُ أُعْطِيَ سَهْمَيْنِ؛ فَرَجَعَ عُمَرُ وَأَمَرَ أُمَّهُ أَنْ تُنَوَّمَهُ فَنَامَ رَأْسٌ وَاحِدٌ وَبَقِي الْآخَرُ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ! فَرَجَعَ عُمَرُ إِلَى عَلِيٌّ فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ؛ فَضَحِكَ! وَقَالَ: أَعْطِهِ سَهْمَيْنِ؛ فَرَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَبُوسُ يَدَ عَلى أَوْ قَالَ: يُقَبَّلُهَا؛ وَيَقُولُ: لَا أَبْقَانِي اللهُ فِي بَلَدٍ لَيْسَ فِيهَا أَبُو الْحَسَنِ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ٢/ ٤١٨ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ مِمَّا لَا يُوقَفُ عَلَيْهَا بِالرَّأْيِ وَالِاجْتِهَادِ. وَكَانَ علي # أَعْلَمَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ÷ فَلَعَلَّهُ سَمِعَ تَوْقِيفًا عَنِ النَّبِيِّ ÷. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَةِ هَذِهِ الْقِصَّةِ.

فَائِدَةٌ: وُجِدَ سَنَةَ ٣٥٢ هـ فِي أَيَّامِ الْمُطِيعِ الْعَبَّاسِي ابْنِ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ أَنَّ رَجُلَيْنِ مُلْصَقَانِ عُمْرُهُمَا خَسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةٌ، وَالالْتِصَاقُ فِي الْجَنْبِ، وَلَهُمَا بَطْنَانِ، وَرَأْسَانِ وَمَعِدَتَانِ وَاخْتَلَفَتْ أَوقَاتُ جُوعِهِمَا وَعَطَشِهِمَا، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ كَفَّانِ، وَيَدَانِ، وَفَخْذَانِ، وَسَاقَانِ، وَإحْلِيلَانِ، وَأَحَدُهُمَا يَمِيلُ إِلَى الْمُرْدَانِ، وَالْآخَرُ إِلَى النِّسَاءِ، وَمَاتَ أَحَدُهُمَا وَبَقِي أَيَّامًا وَأَخُوهُ حَيٌّ فَأَنتْنَ! فَجَمَعَ نَاصِرُ الدَّوْلَةِ جَمِيعَ مَنْ هُنَاكَ لِيَقْطَعُوا الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيَّ فَلَمْ =