نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

باب النبوة

صفحة 95 - الجزء 1

  و «لا تزال طائفة من أمتي ...»⁣(⁣١)، إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة، أما آحادهم فلم تثبت عصمتهم.

  ولا يبعد عصمة بعض منهم، ولكن لم يدل دليل على ذلك، إذاً فالأئمة بعد أهل الكساء لم يدل دليل على عصمتهم، وإن كان غير بعيد عصمة بعضهم، فلا يشترط في الإمام أن يكون معصوماً عند أهل البيت $ وشيعتهم رضوان الله عليهم.

  لكن إذا أحدث الإمام حدثاً يوجب الفسق فإنها تبطل إمامته، هذا على سبيل الفرض، وإلا فإنا لَم نعلم من أئمة الهدى ما يوجب كفراً أو فسقاً، صلوات الله ورحمته عليهم أجمعين، وذلك لقوله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}⁣[هود: ١١٣]، وقوله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي


= أبي شيبة، ومسدد، وهو في كتاب الجواهر للقاسم بن محمد اليمني المعروف بالشقيفي، وهو في ذخائر المحب الطبري الشافعي.

وأخرجه غيرهم ممن يكثر تعدادهم؛ وأكثرهم أخرجه بطرق كثيرة عن عدة من الصحابة منهم: علي - كرم الله وجهه - وابن عباس، وأبو ذر الغفاري، وسلمة بن الأكوع. قلت: وأبو سعيد الخدري، وابن الزبير.

وأخرجه عن عمار أحمد بن حنبل، وعن أنس أحمد والترمذي، وعن ابن عمر الطبراني؛ أفاده السيوطي.

هذا، وقد تحصل هنا - بحمد الله - من الطرق ما فيه الكفاية، وإن وقع التكرير في بعض فلا يخلو عن الفائدة.

(١) الحديث في كنز العمال برقم (٣٤٥٦٢)، وفي البداية والنهاية لابن كثير (١٠/ ٣٣٧) وفي غيرها بألفاظ متقاربة. انظر: موسوعة أطراف الحديث النبوي (٧/ ١٠٩).