نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

معنى الإرادة والكراهة في حق الخالق وحق المخلوق

صفحة 37 - الجزء 1

  والدليل على ما قلنا أن الرضا والغضب بمعناهما الحقيقي لا يجوزان على الله تعالى؛ لأن العرض من خصائص الأجسام كما قدمنا بيان ذلك، فإذا أطلقا على الخالق تعالى فإنما هما كناية عما ذكرنا، والكناية أبلغ من التصريح بإجماع أئمة البيان، والكناية باب عريض عند العرب، فلم نخرج في تفسيرنا عن لغة العرب واستعمالاتها.

معنى الإرادة والكراهة في حق الخالق وحق المخلوق

  الله سبحانه وتعالى مريد لا بإرادة، كما أنه سبحانه وتعالى فاعل لا بحركة، والإرادة قد ذكرها أئمتنا $ وحققوا معناها، إذا أطلقت على الباري تعالى، والمذكور في تفسيرها عنهم قولان ذكرهما المنصور بالله في الأساس:

  الأول - أنها نفس المراد، وذلك لاستحالة المعنى الحقيقي في حقه تعالى، لأنها بمعناها الحقيقي عرض، وقد عرفت أن الأعراض من خصائص الأجسام.

  الثاني - أنها علم الله سبحانه باشتمال الفعل على الحكمة والمصلحة، فإذا علم سبحانه باشتمال الفعل على ذلك في وقت خلقه.

  والكراهة هي خلاف الإرادة، وهي بمعناها الحقيقي مستحيلة في حق الله تعالى، بل هي علمه سبحانه باشتمال ذلك الفعل أو الترك على المفسدة، وعن أمير المؤمنين: (وَيُرِيدُ وَلا يُضْمِرُ، يُحِبُّ وَ يَرْضَى مِنْ غَيْرِ رِقَّةٍ، وَيُبْغِضُ وَيَغْضَبُ مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ)، وقوله: (وَمَشِيئتُهُ الإنْفَاذُ لِحُكْمِهِ، وَإرَادَتُهُ الإمْضَاءُ لأُمُورِهِ)، ذكرها في مجموع السيد حميدان.