المختصر المفيد للمبتدئ والمستفيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[السبر والتقسيم، والمناسب]

صفحة 55 - الجزء 1

  فنبطل اللون، بأنه وصف طردي؛ أي: لا يتعلق به حكم شرعي، وهذا معنى الطردي؛ ولأنه موجود في كثير من المباحات. ونبطل الرائحة، بأنها موجودة في الخل، وأما كونه مصطنعا، فكثير من الشرابات المصنوعة مباحة، ولأنه وصف طردي، فلم يبق إلا الإسكار.

  ثم نمثل به للمناسب، فنقول: وجدنا في تحريمه للإسكار حكمة مناسبة لتحريمه لها؛ لأنه يزول به العقل، فيحصل بزواله مضرة في النفس والمال والدين.

  وهذا مجرد مثال ليعرف الطالب كيف السبر والتقسيم، وكيف المناسب؛ وإلا فالإسكار منصوص على عِلِّيَّته؛ بقوله ÷: «ما أسكر كثيره فقليله حرام».

  إذا عرفت أن المناسب: هو الذي بينه وبين الحكم مناسبة عقلية حكمية تدعو الشارع إلى إصدار ذلك الحكم من أجله، فقد جعلوه من مصادر العلة، وأخروه عن السبر والتقسيم وهو أحق بالتقديم.

  وقسموه إلى أربعة:

  مؤثر، وملائم، وغريب، ومرسل.

  فالمؤثر: هو الذي قد اعتبره الشارع بأي طريق من الطرق الأولى، فالمراد بالمؤثر: المعتبر شرعا؛ لكن المعتبر عينه في عينه.