[أقسام المرسل]
  هذا، وقد مثلوا للملائم المرسل: بقتل المترَّس بهم، والزنديق، وفيه نظر؛ لأنه مخالف للنص؛ وهو: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ}[النساء ٩٣]، وكذا ما روي عنه ÷: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها حقنوا بها دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله»؛ ولأن المنافق لا يقتل، وهو مثل الزنديق، أو هو هو؛ فالأولى أن يكون من المناسب الْمُلغى؛ وهو ما صادم النص، مع أن القياس لا يعمل به إذا صادم النص، ولو ثبتت العلة بأي الطرق المتقدمة.
  والمناسب الملغى المصادم للنص مثل: الملك الذي يجامع في نهار رمضان إذا ألزم بالصيام للزجر، فإن بينه وبين الحكم مناسبة؛ لكنه ملغى؛ لأنه مصادم للنص وهو اِعتق رقبة ... الخ.
  هذا، ومن طرق العلة: الشَّبَه: وهو الوصف الذي يدور معه الحكم وجودا وعدما؛ وسمي الشبه: لشبهه بالمناسب لملازمته الحكم، وقد أخروه وبعضهم ضعفه.
  وهو عندي أقوى طرق العلة؛ لأن معنى الدوران: أنه كلما وجد، وجد الحكم، وكلما عدم، عدم، فهو أقوى من حروف العلة؛ لأنها إنما تفيد علية الوصف فقط، وقد تزول وتوجد علة أخرى، بخلاف الدوران؛ ألا ترى أن السفر علة للإفطار، وقد يزول، والحكم باقٍ مع المرض، وقد يزولا، والحكم باقٍ مع المستعطش،