الوافد على العالم،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[ترجمة محمد بن القاسم بن إبراهيم (ع)]

صفحة 13 - الجزء 1

  بحبلهم اعتصم ولدينهم التزم، فإنهم حجج الله على خلقه، والدعاة إلى دينه، وما زالوا يقارعون على دين الله الذي أتى به جدهم النبي المنذر، وتلاه في القيام به وتبليغه أبوهم الوصي الهادي، مؤسس قواعد الإسلام الضارب عليه بذي الفقار هام المشركين، ومردة الطغام، حتى أقام عمود الإسلام بذلك العضب الحسام، صلى الله عليهما وعلى عترتهما الأطائب والأعلام، فهم من باب المدينة يغترفون، ولذلك الأثر يقتفون كما قال الإمام الناصر للحق الحسن بن علي #:

  وعلمهم مسند عن قول جدهم ... عن جبرئيل عن الباري إذا قالوا

  وهذا الإمام وأخوه الإمام محمد بن إبراهيم هما المجدّدان في رأس المائتين.

  توفي الإمام القاسم وله سبع وسبعون سنة⁣(⁣١) ووالدهما إبراهيم بن إسماعيل يلقب طباطبا، قال بعض السادة المحققين: معناه سيد السادات، قلت: وهو أيضاً لقب السيد الإمام العالم المحقق والمجيد المفلق أبي الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن $، الذي يستشهد أهل البيان بقوله:

  لا تعجبوا من بلى غلالته⁣(⁣٢) ... قد زرّ أزْرارَاه على القمر

[ترجمة محمد بن القاسم بن إبراهيم (ع)]

  هو محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، العالم النحرير، كان بالغاً في العلم والفضل وخصال الكمال جميعاً مبلغ الأئمة السابقين، وكان ورعاً فاضلاً مجاهداً في سبيل الله بلغ في الزهد والورع منزلة رفيعة.


(١) كذا في الشافي وغيره، والذي يفيد ما سبق في ذكر أخيه من أن عمره كان ستاً وعشرين في سنه تسع وتسعين ومائه، وأن وفاته سنة ست وأربعين ومائتين أن عمره ثلاث وسبعون سنه، أ هـ من التحف شرح الزلف.

(٢) الغلالة - بالكسر -: شعار تحت الثوب، أفاده القاموس.