الوافد على العالم،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[ترجمة محمد بن القاسم بن إبراهيم (ع)]

صفحة 14 - الجزء 1

  قال الإمام المنصور بالله القاسم بن علي # في كتاب التنبيه والدلائل:

  سمعت أبي يقول حين سأله جماعة من شيعة القاسم # عن إمامة محمد بن القاسم وتوافر شروطها، فقال:

  حدثني أبي عبدالله بن محمد وعمي عبدالله بن الحسين بن القاسم قال: سمعت أبي القاسم وهو يقول: صحبت الصوفية أربعين سنة ودرت المشرق والمغرب ولم أر رجلاً أكيس ورعاً من ابني محمد.

  وعن إمامته # قال الإمام المنصور بالله # فيما رواه عن أبيه قال: قال أبي رحمة الله عليه:

  كان محمد بن القاسم ~ قد باع من الله نفسه فخرج إلى الحيرة هو وأخوه سليمان بن القاسم فنزل على أشهب بن ربيعة فبايعه وأخذ له بيعة كبيرة، وكانت له بيعة باليمن وأخذ له ابن الحروي بيعة بمصر، وكتب إليه وهو بالحجاز يخبره بمن بايع له وبكثرة أنصاره فلم ير ~ التخلف بعد ما اتصل به من علم ذلك ما اتصل، فخرج إلى مصر ثم ورد عليه كتاب ابن الحروي يخبره فيه أن جيوش بني العباس قد ضبطت البلاد وأن من كان بايعه قد ذهب ونكث بيعته، ولم يكن | صحبه من الحجاز إلا شرذمة تقل عن مكافحة العساكر من ولد الحسن والحسين وجعفر وعقيل وجماعة من قريش ونفر من العرب يسير، فكَرِه ~ أن يلقي بشرذمة من المؤمنين قليلة إلى التهلكة.

  وقال الإمام القاسم #: وكانت له بيعة بطبرستان وبيعة بكرمان.

  وكان ~ حريصاً مجتهداً في الأمر حتى عَلَت سنه ولزمه مرض في ركبتيه أزمنة فزال عنه فرض القيام عند ذلك.

  وقال الإمام القاسم أيضاً: قال أبي رحمة الله عليه لمن سأله: وأما الهادي رحمة الله عليه فلم يقم حتى آل عمه إلى الحال الذي سقط عنه فرض القيام بما تقدم ذكره أولاً، وكان قيام الهادي قبل وفاة عمه @ بسنة، وعمه يومئذٍ