[أفضل ما أعطي العبد]
  يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت»؟ قال رجل لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: (يا أمير المؤمنين، من أين يأتي الرزق إلى الإنسان؟ قال: "من حيث يأتيه الموت(١).
  أفضل ما أعطي العبد - المناجاة
[أفضل ما أعطي العبد]
  قال الوافد: أيها العالم الحكيم ما أفضل ما أعطي العبد؟
  قال: العقل الذي عرفك نعمة الله، وأعانك على شكرها، وقام بخلاف الهوى، حتى عرف الحق من الباطل، والضار من النافع، والحسن من القبيح.
  قال الوافد: فما وراء ذلك يرحمك الله؟
  قال العالم: الإيمان، وحقيقة الإيمان الإخلاص وصدق النية، حتى إذا عملت عملاً صالحاً - لم تحب أن تذكر وتعظَّم من أجل عملك، ولا تطلب ثواب عملك إلاَّ من الله، فهذا هو إخلاص عملك، فإن عملت عملاً، وأحببت أن تذكر وتعظم من أجل ذلك العمل - فقد تعجلت ثوابه من غير الله، ولم يبق لآخرتك منه شيء.
[المناجاة]
  قال الوافد: فما تقول في المناجاة؟
  قال العالم: لا تكون المناجاة إلاَّ مع الرجاء والمصافاة، بقلب سليم من الآفات، والظنون والغيبات، ثم تقول: إلهي إن لم أكن لحقك راعياً - لم أكن لغيرك داعياً، وإن لم أكن في طاعتك مسابقاً - لم أكن لأعدائك مطابقاً، وإن لم أكن لك عابداً - لم أكن لآياتك معانداً، وإن لم أكن لحبك واجداً - لم أكن لغيرك ساجداً، وإن لم أكن إلى الخيرات مسارعاً - لم أكن لباب الخطيئات قارعاً، وإن لم أكن للحدود حافظاً - لم أكن بكلام السوء لافظاً، وإن لم أكن في الصلاة خاشعاً -
(١) في المختارات من نهج البلاغة ما لفظه: وقيل له # لو سُدَّ على رجل باب بيته وترك فيه من أين كان يأتيه رزقه؟ فقال #: (من حيث يأتيه أجله) [ج/٤/ ٨٣] بشرح محمد عبده.