العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[روايات أهل البيت وشروطها]

صفحة 116 - الجزء 1

  قال أبو العباس الحسني⁣(⁣١) |: والفاسق لا يحتج بسنده، قال أحمد بن عيسى | ما معناه: والذي نأخذ به قول أصحابنا وما أسندوا من ذلك إلى النبي ÷ ولا أؤثر به على الأخذ بقول أصحابنا إذا صح عنهم القول فيه.

  وأما محمد بن منصور فقال في (تتمة الاعتصام): إن المعروف من مذهب ابن عبد الله اشتراط العدالة في المخبر، وقال فيها: ورواية الحافظ محمد بن منصور⁣(⁣٢) من أعلى درجات التعديل لمن أسند إليه من مشائخه.

  قال في (الروض النضير): وقد ثبت عن قدماء أهل البيت $ كزيد بن علي، والباقر، والصادق، وأحمد بن عيسى، والقاسم بن إبراهيم ومن في طبقتهم، أنهم لا يروون ويحتجون إلا بمن ثبت لديهم عدالته وصح عندهم ثقته وأمانته. ا ه.

  فهذا كلامهم يدفع كلما ألصقه الإمام محمد في مصنفاتهم من العيوب والأوهام


(١) السيد العلامة المجتهد النظار، أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن الحسين العالم النحرير، الحافظ، أحد عظماء الزيدية، شيخ الأئمة، ووارث الحكمة، إمام المعقول والمنقول، وهو أحد تلامذة الإمام الإطروش، وشيخ الإمامين العظيمين: المؤيد بالله وأخيه أبي طالب، له الكثير من المؤلفات الواسعة المفيدة، منها المصابيح في التاريخ، وله شرح على المنتخب، والأحكام، وكتاب النصوص وغيرها، توفي ¦ سنة ٣٥٣ هـ وأخباره كثيرة، وفضائله غزيرة.

(٢) محمد بن منصور المقري المرادي، أحد علماء الزيدية الأجلاء، وعمدة محدثيهم، ويعتبر أحد حفاظهم المرموقين، كما يعتبر عالم العراق، وهو من الفقهاء المعمرين، قيل: إنه تعمر مائة وخمسين سنة، عاصر البخاري ومسلم، وبقي بعدهما أكثر من خمسة وثلاثين سنة إذ أن البخاري توفي سنة ٢٥٦ هـ، ومسلم سنة ٢٦١ هـ، وهو لم يتوف إلا سنة ٢٩٠ هـ أو بعدها، وقد جمع أمالي الإمام أحمد بن عيسى المسماة (علوم آل محمد) - وإليه يعود الفضل في نشر مذهب الزيدية مع من كان معه في عصره. جمع فقهه وما روي عن أئمة الزيدية قبله فيما يقارب ثلاثين كتاباً اختصرها الحافظ العلوي في كتاب (الجامع الكافي).