[أفعال العباد والكسب والاختيار]
[أفعال العباد والكسب والاختيار]
  [ابن الوزير] قال |: الوهم الثالث عشر: أراد المعترض أن يحتج على أن الأشعرية وأهل الحديث كفار تصريح لإنكارهم ما هو معلوم ضرورة من الدين ذكر أشياء منها زعم أنهم ينكرون أن لنا أفعالاً وتصرفات.
  والجواب: إن هذا مجرد دعوى عليهم من غير بينة، بل بهت لهم ومصادمة لنصوصهم ... إلى أن قال: الفرقة الأولى منهم هم الجبرية الخلص، وهم الذين يقولون: لا تأثير لقدرة العبد في الفعل ولا في صفة من صفاته، بل الله يخلق الفعل بقدرته، ويخلق للعبد قدرة متعلقة بفعله مقارنة في حدوثها لحدوثها غير متقدمة عليه ولا مؤثرة فيه البتة، وهذا قول الأشعري وأتباعه، وجماهير المحققين من المتأخرين على خلاف هذا. ا ه.
  واحتج لهم بكلام الرازي أن لنا أفعالاً أوجبها الداعي، ولكن بعد إقراره بما سمعت من حكايته عنهم، فلا محيص من الجبر وأن تلون أي تلون هذا، وذكر الباقلاني وجعله فرقة ثانية وقال: إنهم أهل الكسب.
  قال: ومعنى الكسب عندهم، أن قدرة الله مستقلة بإيجاد ذوات العباد التي لا توصف بحسن ولا قبح، ولا يستحق عليها ثواب ولا عقاب، وقدرة العبد مستقلة بصفات تلك